رئيس التحرير
عصام كامل

عايزين حكومة اقتصادية بسرعة يا ريس!

أنا واحد من الناس اللي مقتنعة تماما بأن أهم إنجازات الدولة المصرية منذ فترة الغمة اللي انزاحت في 30 يونيو 2013 وحتى الآن تتلخص في مثلث الغلابة، اللي بتتمثل في القضاء على العشوائيات اللي كنا بنتعاير بيها، والتخلص من فيروس سي اللي والدي الله يرحمه كان ضحيته، ومبادرة حياة كريمة اللي غيرت حال ناس كتير.

وكمان مقتنع بأن قرار البدء في برنامج الإصلاح الاقتصادي منذ عدة سنوات لا يمكن أن يصدر إلا من قائد شجاع، ولا يمكن تحمله إلا من شعب أصيل تحمل الكثير والكثير خلال السنين اللي فاتت، وعلشان كده دايما بنقول إننا إحنا اللي بندفع ضريبة القسوة المعيشية لبرنامج الإصلاح الاقتصادى علشان خاطر عيالنا.

برضوه لازم نعترف بأن مصر لولا المليارات اللي اتوفرت لخزانة الدولة من وراء تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي كانت ممكن تنهار بسرعة البرق مع أزمة كورونا العنيفة اللي استمرت سنتين، ولولا عناية الله ولطفه وكرمه لا كنا خرجنا من ثورتي 2011 و2013 بأقل الخساير ولا كنا عبرنا أزمة كورونا بهذا السيناريو.

تعيين حكومة اقتصادية

وزي ما قال الريس، إحنا حظنا وحش، لما خلصنا من كورونا لقينا في وشنا الحرب الروسية – الأوكرانية اللي أثرت على العالم كله اقتصاديا، وتأثيرها للأسف الشديد كان عنيف علينا واللي بيحصل من ظروف اقتصادية صعبة للغاية علينا كلنا من بداية هذه الحرب ومستمر ومحدش عارف ميعاد نهايته مش محتاج تجميل أو كلام معسول..

وعلشان كده لازم نعترف بأن الخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية هي مسئولية الدولة، وهذه المسئولية لا تقل بأي حال من الأحوال عن مسئولية الحرب بل هي مسئولية أصعب من الحرب لأنها تخص شعب قوامة 105 مليون إنسان النسبة الأكبر منه بتعاني.

والمعاناة هنا اعترف بيها الكبير والصغير، الرئيس والمرؤوسين، الغني والفقير، ورغم ان الحديث الأكبر من الجميع يتركز على ارتفاع الأسعار بشكل جنوني وأزمة الدولار إلا أن التقرير الأخير اللي صدر من صندوق النقد الدولي الخاص بمصر وما يحتويه بين السطور ينذر بصعوبات جديدة لا يستطيع تحملها، علشان كده لازم حلول سريعة وغير تقليدية ولها تأثير على الأرض مش بالكلام بس.

ومن وجهة نظري، لازم الرئيس عبد الفتاح السيسي يتدخل وبسرعة بتعيين حكومة اقتصادية زي بالظبط حكومة الحرب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، حكومة تكون مهمتها الأولى والأخيرة هي إيقاف قطار الأزمة الاقتصادية في أقرب محطة حتى نستعيد التنفس من جديد قبل الاختناق، ومش عيب في مثل هذه الظروف اننا نعترف بأن الأزمة الاقتصادية الصعبة هي بمثابة حرب لم تكن في الحسبان وعلشان كده لازم برضوه نعيد ترتيب الأولويات من جديد.

لازم يا ريس نعيد ترتيب الأولويات من جديد، أولويات الدولة والحكومة، لا هو عيب والا حرام والا حتى هيقلل مننا، حكومة اقتصادية يا ريس على وجه السرعة وإعادة ترتيب الأولويات علشان الناس تحس بأن هناك من يحنوا عليها وحاسس بيها.

 


وأخيرا.. أنا واحد من الشعب اللي وقف مع الدولة في أكثر من أزمة طوال السنوات الماضية، ومازلنا نقف ونساند وندعم ونتحمل، والدور جه دلوقتي على الدولة علشان تقف وتساند هذا الشعب، حكومة اقتصادية ثورية على وجه السرعة يا ريس، عيدوا ترتيب الأولويات يا ريس، وبلاش تسمعوا كلام صندوق النقد الدولي الفترة دي يا ريس، بلاش زيادة في أي أسعار تانية يا ريس، لا بنزين ولا سولار ولا أي حاجة.. ربنا يحفظ مصر وشعبها ان شاء الله.

وللحديث بقية طالما في العمر بقية

الجريدة الرسمية