رئيس التحرير
عصام كامل

سامح الصريطي!

"أنا مشخصاتي.. أرسخ للقيم الأخلاقية وأعبر عن معاناة الناس".. أكثر من تعريف يقدمه لنفسه من بينها التعريف السابق.. فهو أيضا ابن الثورتين.. يوليو ويونيو.. الأولى التي تلقي والده الرصاص علي جسده متظاهرا ضد الاحتلال ومبشرا بها ونجا بأعجوبة مرتين.. حتي يتحقق حلم الاستقلال مع ٢٣ يوليو التي يؤمن بها وينحاز لها ولتوجهاتها ولزعيمها بشدة.. ثم يشاء القدر أن يشارك هو في الثورة الثانية ليسترد مع فناني مصر وطنهم انطلاقا أولا من مواقفهم الصريحة الجريئة الحرة ثم من إعتصامهم الأشهر بداخل وأمام وحول وزارة الثقافة!


سامح الصريطي.. الفنان الكبير.. الذي نال قبل أيام أرفع وأهم تكريم يمكن أن يحصل عليه فنان في مشواره.. فلم يكن التكريم من مهرجان للسينما ولا من جمعية للنقاد والكتاب.. ولم يكن من نقابة أو من مؤسسه ذات صلة.. بل جاء التكريم من مجمع اللغة العربية.. مجمع الخالدين.. حماة اللغة وحراس الهوية.. مجمع أحمد لطفي السيد وطه حسين وشوقي ضيف وصلاح فضل وغيرهم وغيرهم.

 

المناسبة: جهوده في خدمة اللغة العربية.. وللحق نقول يستحق الرجل الذي دأب كل عام على إحياء يوم اللغة العربية العالمي التكريم.. وهو الفخور شديد الإعتزاز بلغته يتحدث بها ويوقرها.. لا يتباهي بالتحدث بلغات أخرى رغم قدرته على ذلك.. ولا يمزج بين لغته ولغات أخرى ككثيرين يرتكبون ذلك.. ينحاز بصدق للبسطاء وآمالهم وأحلامهم وأحد الدعاة الدائمين للوحدة العربية المبشرين بها رغم أي ظروف ورغم ملاحظاته التي لا تتوقف عن حال أمته!

 
سامح الصريطي -مع حفظ الألقاب- وقد عرفتموه فنانا قديرا يمتلك كل أدوات التشخيص الممكنة والمستحيلة على السواء.. بتنوع مدهش.. من هي والمستحيل وحتى الاختيار ٢، ومن الباحثة وليالي الحلمية إلي يتربي في عزو وشيخ العرب همام، يقدر أيضا أن يكون مذيعا ناجحا.. وأن يغني كمطربين كبار.. ويقدر أيضا أن يكون فارسا في المستطيل الأخضر لاعبا موهوبا.. ولكنه فضل أن ركون صاحب بال واحد ممثلا يمتلك كل مقومات النجاح.. الموهبة.. الحضور.. الثقافة.

 

كاريزما متحركة نشطة بين أركان التمثيل الأربعة.. المسرح.. التلفزيون.. السينما.. الإذاعة.. ورغم نداءات هذا الرباعي إلا أنه في الصفوف الأولي في أي مناسبة وطنية.. وفي أي عمل شعبي يدعو لكل صور الخير والحق والجمال.. متطوعا لا يعرف إلا لغة المحبة الأعمال الخيرية! وقد يكون ذلك طبيعيا في نقابة الممثلين حيث اختاره زملائه.. ذات يوم وكيلا لها.. ليؤدي الأمانة ويتحمل المسئولية.. وقد كان وعلي أروع ما يكون.. لكنه هكذا مع الجميع..لا يرد دعوة ولا يرفض طلبا ولا يخيب ظنا.. يزكي علي صحته بتواجده الدائم حيث يكون الخير!

 


سامح الصريطي.. مع حفظ الألقاب اعتبر التكريم من المجمع تكريما للفنانين المصريين. أهداه إلى أساتذته لعله يكون من السائرين على الدرب الموفون بالعهد! نقف أمام فنان يمتلك حب الناس واحترامهم.. منكرا لذاته.. ولم  نره -ولم يكن- في أي يوم.. طرفا في شائعة ولا جزء من مشكلة ولا سببا في أزمة ولا مستفيدا من أزمة ولا مستجديا لطلب ولا ساعيا لمنصب ولا باحثا عن دور.. قليلون هؤلاء.. والكبرياء عنوانهم!

خالص التهنئة بالتكريم المستحق لفنان كبير وقدير ومحترم.. كان تكريمه كما قال.. لكل الفنانين!

الجريدة الرسمية