رئيس التحرير
عصام كامل

الجماعة والقناة!

"أبشر بطول السلامة يا جورج" مقال شهير للمفكر الراحل خالد محمد خالد كتبه عام ١٩٥١ للسخرية من مرشد الجماعة الأسبق حسن الهضيبي.. فقد كان الفدائيون المصريين يقدمون أرواحهم عند قناة السويس حيث قواعد الإنجليز وقواتهم بينما المذكور يدعو شباب جماعته لاعتزال ذلك والاعتكاف على قراءة القرآن!  
وبينما الحركة الوطنية المصرية تناضل وتفضح من محمد فريد إلى طلعت حرب خطة المحتل لمد عقد قناة السويس فيرحل الأول غريبا عن وطنه بقرار من المحتل وبتنفيذ من رجال المحتل ويعزل الثاني بقرار من المحتل وبتنفيذ من عملائه أيضا حتى يرحل حرب في بلدته بدمياط وحيدا كانت الجماعة تحصل على التبرع الشهير من المحتل نفسه ومباشرة من خلال شركة القنال!

صندوق هيئة قانون السويس

ولمدة نصف قرن منذ عادوا للعمل في السبعينيات واستولوا على المنابر و امتلكوا صحف ومجلات وسمح لهم بدخول البرلمان وغيره من مؤسسات وهم يهاجمون قرار تأميم القناة! واستطاعوا تصوير الأمر ليس باعتباره استرداد لثروات شعبنا وثأرا لأجدادنا ممن حفروا قناة السويس بأرواحهم ودمائهم ودفنوا فيها بعد أن سيقوا إليها بالسخرة والكرابيج ولا ردا على جرح الكرامة الوطنية برفض تمويل السد العالي ولا سعيا لتوفير المال لبناءه.. بل صوروه باعتباره رعونة حاكم وديماجوجية وشعبوية بغيضة!
الجماعة.. كذبت علي شعبنا في واحدة من أنجس أكاذيبها وقالت -في خدمة لكفيلها الأول- إن حرب ٥٦ هزيمة! وتناست أننا استعدنا ممتلكاتنا وبنينا السد العالي وصرنا قادة العرب وأفريقيا والعالم الثالث بعدها وبرز جمال عبد الناصر كزعيم عالمي وقائد لقوى التحرر الوطني بينما تراجعت بريطانيا وذهب إيدن إلى حيث يستحق!
يا سادة: كثيرون ممن أبدوا قلقهم وخوفهم على قناة السويس من مشروع قانون صندوقها مارسوا حقهم وواجبهم وهم مصريون وطنيون لهم كل الاحترام.. وكل من يريدون ويؤيدون تعظيم ثروة هيئة قناة السويس هم مصريون وطنيون محترمون أيضا وهذه أحلامهم وأمانيهم! وما بينهما خلاف يحل بالحوار وبالمعلومات الصحيحة الكاملة وبالشفافية الكاملة.. 

أما الجماعة.. فآخر من يتكلم عن قناة السويس.. وعن الكرامة الوطنية.. وعن تضحيات المصريين.. وعن بورسعيد الحرة الباسلة وشعبها العظيم.. الجماعة من الأساس اليوم خارج الوطنية المصرية.. لا مكان لها بين صفوف شعبنا.. ولا مكان لهم مستقبلا لا في الوطنية ولا بين صفوف شعبنا.. إلي مزبلة العمل السياسي.. وإلى مزابل التاريخ والجغرافيا معا!

الجريدة الرسمية