رئيس التحرير
عصام كامل

كامل الباشا: نلت شهرتى بالصدفة.. والفن الفلسطينى يعاني.. وأنتجت فيلم “حمزة” بالتبرعات (حوار)

 خلال الحوار مع الفنان
خلال الحوار مع الفنان كامل الباشا، فيتو

>> النمطية والتكرار أسوأ ما يضر الفنان 
>> السينما الفلسطينية ليست بعيدة عن القضايا المجتمعية ولو أزلنا أثر الاحتلال منها يبقى نصورها فى مكان آخر
>> أؤدي دور مناضل فلسطينى فى سن الـ60  بعد خروجه من سجون الاحتلال
>> فلسطين لم تكن بها يوماهيئة خاصة بصناعة الدراما والسينما أو جهات تمويلية
>> شخصية “عم مينا” بمسلسل الغرفة 207.. دور استثنائي فى عمل استثنائي
>> أشارك بمسرحية جديدة تتحدث عن الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال
>> معظم مشاهد فيلم حمزة أعيد تصويرها 5 مرات بالإضافة للركض الكثير

 

كامل الباشا، واحد من أبرز الفنانين العرب على الإطلاق الذين حققوا نجاحًا استثنائيًّا سواء على الشاشة الذهبية أو الصغيرة واستطاع النجاح أيضًا فى اقتناص عدة جوائز عربية وأخرى عالمية كان أبرزها حصده جائزة أفضل ممثل من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولى كذلك تمثيله ومشاركته فى الدورة الـ44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للعام الحالى..  هو الفنان الفلسطيني كامل الباشا.

 

فيتو" التقت الفنان الكبير صاحب الـ 91 عملًا فنيًا ليتحدث عن تفاصيل مشواره الفني من فلسطين لمصر والعام وكواليس آخر أعماله الفنية “حمزة: أطارد شبح يطاردني” والغرفة 207، وعن رأيه في مهرجان القاهرة السينمائي، وسبب عدم ظهور الفلسطينيين بقوة في أعمال مصرية حتى الآن ومشكلة الاضطهاد التي يعاني منها الفلسطينيون في بعض الدول العربية.. وإلى نص الحوار:

 

مهرجان القاهرة السينمائي
*بدايةً.. ما شعورك تجاه تمثيل فلسطين للمرة الثانية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟ وكيف تُقيم دورة الفنان حسين فهمي الـ 44؟

 

للمرة الثانية أكون مشاركا بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. سعيد جدًا بالمشاركتين وبالأخص هذا العام لأني شاركت بفيلم فلسطيني من الدرجة الأولى وفيلم من بطولتي.
فخر كبير المشاركة فى مهرجان بمستوى عالمي فريد ومتميز كـ"القاهرة السينمائي"، الذي شهدت دورته الـ44 العديد من الورش التفاعلية المتنوعة واللقاءات شديدة الخصوصية والندوات الجيدة  وسوق الأفلام التي أُقيمت طوال أيام وليالي المهرجان
فرأيي أن الدورة الحالية من المهرجان برئاسة الفنان الكبير حسين فهمي وبإدارة المخرج أمير رمسيس هي دورة جيدة جدًا وكل حاجة فيها حلوة حقيقي.. ولدي شعور  مختلف جدًا هذه المرة، لمشاركتي بفيلم يخدم القضية الفلسطينية  حتى وإن كان عملا روائيا قصيرا.

فيلم حمزة

*عودة لتفاصيل الفيلم.. ما السبب الرئيسي وراء قبولك المشاركة بفيلم حمزة أطارد شبحا يطاردني؟ وماذا عن صعوبات التصوير بفلسطين؟


السبب الرئيسي لقبول المشاركة بفيلم “حمزة” الحكاية والرسالة الخاصة به وارتباطه بفلسطين، فأنا أُؤدي بالفيلم دور حمزة مناضل فلسطيني  يقترب من سن الـ60  تُطارده الأوهام حتى يُقرر مواجهتها بشجاعة وذلك بعد خروجه من سجون الاحتلال.
ولفيلم “حمزة” كواليس وتفاصيل خاصة للغاية، بدايةً هذا الفيلم تم إنتاجه بالكامل من جيوب الشعب الفلسطيني الخاصة ومن جمع التبرعات بالأموال أو بتوفير وجبات طعام لطاقم العمل وسيارات أيضًا لتسهيل الحركة أثناء التصوير، كما ضم الفيلم عددا هائلا من الموهوبين الشباب الذين قدموا أداءً استثنائيًا وبحرفية عالية، فجميعهم أرادوا إخراج منتج سينمائي فلسطيني متميز.

أما عن الصعوبات فبدايةً تمثلت فى دوري الذي تطلب مني مجهودا  بدنيا صعبا، كما أن معظم المشاهد كان يُعاد تصويرها أكثر 3 لـ 5 مرات بالإضافة إلى الركض الكثير، والتصوير في غابات ومناطق جبلية وسط الحشائش والأشواك، ولكن النتيجة كانت جيدة على أي حال.

المشهد السينمائي الفلسطيني
* برأيك كيف ترى المشهد السينمائي الفلسطيني.. وما السر الدائم وراء قلة الأعمال الفنية الفلسطينية؟


الفن في فلسطين كان يُعاني ومازال يُعاني وعلى الأغلب سيظل يُعاني من مشاكل عديدة، فلم تكن يومًا بفلسطين هيئة خاصة بصناعة الدراما والسينما، أو جهات تمويلية بعينها.
فضلًا عن تجاهل الحكومة الفلسطينية للأعمال الفنية بشكل عام وغياب الدعم الوطني الرسمي وغير الرسمي، وعدم وجود شركات إنتاج محلية أو عربية أو دولية مهتمة بها.. كذلك يرجع السبب وراء قلة الأعمال يرجع إلى قلة عدد سكان فلسطين الذي لا يتخطى الـ12 مليون مواطن سواء داخل فلسطين أو خارجها فى المهجر، عدد قليل فبالتالي أعمالنا الفنية قليلة.

أما عن قلة النجوم الفلسطينيين المشاركين بالأعمال الفنية المصرية والعربية يرجع لأسباب كثيرة جدًا، أبرزها أن الفلسطينيين ليسوا معروفين بشكل كبير
أنا بالصدفة نلت شهرتى من خلال تمثيلي فى فيلم لبناني جعلني أحصد جائزة بمهرجان فينيسيا السينمائي، ومن هنا عُرف العالم أن هناك فنانا فلسطينيا يدعي “كامل الباشا” ولولا الجائزة ما عرفني أحد
لكن نأمل أن تتغير الأوضاع وتُصبح صناعة الأعمال الفنية بفلسطين صاحبة إنتاجات فنية أكثر وتُصدر للعالم العربي والعالمي أفلامًا ونجومًا بارزين.

قضايا الاحتلال الصهيونى

*يذهب عدد من النُقاد وصُناع السينما إلى أن الصناعة الفنية بفلسطين يجب أن تتخلى عن قضايا الاحتلال الصهيونى وتركز على طرح القضايا الاجتماعية بالأعمال الفنية.. ما رأيك فى ذلك؟

 

السينما الفلسطينية ليست بعيدة عن القضايا الاجتماعية، فهذا المذهب يدل على جهل كبير بكيفية وطبيعة فلسطين، فالاحتلال يفرض نفسه بقوة فى كل الأركان والأرجاء.
فمثلًا عند تصوير مشهد خاص لفتاة تذهب إلى المدرسة فخلال طريقها تعبر على جدار حاجز فهذا أمر طبيعي.. لو أزلنا أثر الاحتلال من المشاهد السينمائية الفلسطينية يبقي نصورها فى مكان آخر..
فالسينما عندنا تحوي كل شيء، لكن رغمًا عنا تظهر المشاهد جميعها مُغلفة بغُلاف الاحتلال لأنه بكل آسف جزءً مننا.

 

مسلسل الغرفة 207
* من نجاح بالسينما لـ نجاح بالدراما.. حدثنا عن "عم مينا" وكواليس مشاركتك بمسلسل الغرفة 207، ورأيك فى كتابات الأديب الراحل أحمد خالد توفيق؟

شخصية “عم مينا” أحبها كما أحبها الناس، دور استثنائي فى عمل استثنائي، فهي شخصية مليئة بالغموض والآلام، علاوة على أن السيناريو جذبني منذ اللحظة الأولى، فأنا دائمًا ما ابتهج وأسعد عند اختياري للمشاركة فى الأعمال الفنية المصرية سواء بالسينما أو على الشاشة الصغيرة.
والمشاركة جاءت لاقتناعي الكبير بدور عم مينا الذي أجسده بمسلسل الغرفة 207، على الرغم من أن كتابات الدكتور الراحل أحمد خالد توفيق ليست ذوقي، فأنا أهوى القراءات والأدبيات التاريخية والرومانسية والواقعية وليست الروايات المليئة بالألغاز كروايات الكاتب الراحل، إلا أنني اقتنعت بشكل كبير بهذا الدور لأنه جديد على.
ولم أرغب في قراءة الرواية حتى أستطيع أن اقتنع بتفاصيل الشخصية فى السيناريو، وحتي لا يتم الخلط بين الرواية الأصلية وبين رواية أحمد خالد توفيق، لأن بينهما بعض الاختلافات وبالأخص فى دوري “عم مينا” الذي يختلف كثيرًا عن الرواية الأصلية.

إلا أنني سعيد للغاية بنجاحي وقبولي داخل المجتمع المصري، وسعيد بالنجاح الكبير الذي حققه مسلسل الغرفة 207، لأنه بالفعل عمل رفيع المستوى واستثنائي بكل المقايس ويضم عددا من كبار النجوم المصريين

الجيل الجديد من الفنانين 
*  ما نصائحك للجيل الجديد من الفنانين سواء الفلسطينيين أو العرب بشكل عام؟

الصدق والإخلاص وحُب البلد وعدم تنازل الفلسطينيين عن هويتهم الثقافية والفنية واحترام ثقافات الدول المجاورة، وبشكل عام اختيار أدوار متنوعة لأن أسوأ ما يضر الفنان هو النمطية والتكرار.

 

*ماذا عن خريطة أعمالك الفنية الجديدة؟

الخريطة الفنية الجديدة مليئة بأعمال جيدة، البداية فى شهر ديسمبر الجارى بدأت تصوير فيلم مصري جديد، ومسرحية جديدة أيضًا ستُعرض قريبًا جدًّا في فلسطين لمدة أسبوع، في شهر يناير المُقبل
وبعدها سيُقدم 12 عرضًا في اليابان، هي تتحدث عن الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال، تضم عددا كبيرا من النجوم اليابانيين وأنا المثل الفلسطيني والعربي الوحيد المُشارك بها.

كما أعمل حاليًا على قراءة مسلسل أسترالي  مكون من 6 حلقات فقط، تدور أحداثه حول الجاليات العربية الموجودة هناك.. وستكون بداية تصوير أولى مشاهده فى فبراير المقبل وينتهي التصوير فى مايو 2023.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو" 

الجريدة الرسمية