رئيس التحرير
عصام كامل

الحسن العسكري، قصة الإمام الحادي عشر للشيعة الذي حدد إقامته الخليفة المتوكل

قبر الحسن العسكري
قبر الحسن العسكري

في مثل هذا اليوم من عام 846 ولد الحسن العسكري، الإمام الحادي عشر للشيعة الاثنا عشرية، والذي لُقِّب بالعسكري بسبب إقامته في مدينة سامراء التي كانت معسكرا آنذاك، كما لُقّب بالزكي وابن الرضا.

 

عن النشأة 

ولد الحسن العسكري في المدينة المنورة، ثم انتقل مع والده علي الهادي إلى سامراء بعد أن استدعاه الخليفة المتوكل العباسي إليها ليجعله تحت إقامة جبرية هناك ويبقى تحت أنظار السلطة وعاش في هذا الوضع طيلة حياته. 

 

ويعتقد الشيعة الاثنا عشرية أن محمد المهدي  ـ الحسن العسكري ـ هو الإمام الثاني عشر والمتمم لسلسلة الأئمة، وهو غائب عن الأنظار وسيظهر يومًا ليملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعدما ملئت ظلمًا وجورًا.

 

قضى الحسن العسكري معظم وقته في الدراسة وطلب علم القرآن والشريعة كما كان منشغلًا بتعلم اللغات، واستطاع التكلم بالهندية مع المسلمين القادمين من الهند، والتركية مع الأتراك، والفارسية مع الفرس. 

 

عاش الحسن العسكري مع والده في سامراء 20 عامًا ثم توفي والده سنة 254 هـ. وحسب معتقدات الشيعة أنه تسلم الإمامة بعد وفاة والده، وكان يبلغ من العمر 22 سنة،  واستمرت إمامته إلى سنة 260 هـ، أي ست سنوات، وفي هذه الفترة عاصر من حكام العباسيين المعتز والمهتدي والمعتمد.

 

في تلك الفترة تدهور الوضع السياسي للدولة العباسية وتم استيلاء الأتراك على مقاليد الحكم، وهذا الأمر لم يمنع تزايد سياسة الضغط العباسي بحق الحسن العسكري حيث كانوا يراقبونه عن كثب ويحاولون السيطرة التامة على نشاطاته. 

 

توفي الحسن العسكري في سن الثامنة والعشرين ثم دفن في سامراء بجانب قبر والده، وبعد أعوام شيَّد على قبرهما ضريح اشتهر بضريح العسكريين.

 

وتختلف الآراء حول سبب وفاة الحسن العسكري، فهناك من يعتقد أنه توفي بسبب المرض، فيما تعتقد المصادر الشيعية أنه قد تم تسميمه في عمر 28 بتحريض من الخليفة العباسي المعتمد. 

 

في عام 332 هـ شيدت أول قبة فوق قبرهما بأمر من ناصر الدولة الحمداني، وفي مختلف العصور توالت العناية بهذا المكان. ثم في عام 1200 هـ جدد بناؤه بأمر من سلطان منطقة خوي الأذربيجانية. 

وحين حكم السلطان ناصر الدين شاه القاجاري، كسيت القبة بالذهب بأمره عام 1285 هـ. ثم أنفق الأمير فرهاد ميرزا، عم ناصر الدين شاه، أموالًا كثيرة على أعمال تذهيب المنارات الكبرى من الحوض إلى أعلاه. وقد انتهى العمل في قبة المقامين عام 1323 هـ.

 

تعرض حرم العسكريين للتفجير ما بين عامي 2006 و2007، مما أدى إلى تدمير جزء من البناء بما فيه القبة والمأذنة والضريح. وقد خضع الدمار الناتج عن الهجمات إلى إعادة الإعمار والتجديد، وفي أبريل 2009، تم استعادة القبة الذهبية والمآذن وأعيد فتح المقام للزوار.

الجريدة الرسمية