رئيس التحرير
عصام كامل

كيف تولى كتبغا عاشر سلاطين الدولة المملوكية الحكم في مصر؟

صورة تعبيرية عن إعلان
صورة تعبيرية عن إعلان حكم كتبغا

في مثل هذا اليوم من عام 1294 تولى الأمير العادل زين الدين كتبغا المنصوري الحكم ليصبح عاشر سلطان للدولة المملوكية بعد صراع طويل على الحكم مع المماليك البرجية. 

 

عن ما قبل السلطنة 

كان العادل زين الدين كتبغا المنصوري جنديًّا في جيش مغول فارس عندما أخذه الجيش المملوكي أسيرا أثناء معركة حمص الأولى في ديسمبر عام 1260 حيث اشتراه الأمير قلاوون الألفى وجعله من مماليكه ثم لما صار سلطانًا عتقه وأنعم عليه بالامارة فأصبح أميرًا. 

 

بعد وفاة السلطان قلاوون قبض ابنه السلطان الأشرف خليل على العادل زين الدين كتبغا المنصوري وأودعه السجن ثم أفرج عنه. 

 

ولما اغتيل السلطان خليل في عام 1293 ونصَّب أخاه الصغير الناصر محمد سلطانًا على البلاد تقلد العادل زين الدين كتبغا المنصوري منصب نائب السلطنة ومدبر الدولة وأصبح مع وزير السلطان الأمير سنجر الشجاعي الحاكم الفعلي للبلاد نظرًا لصغر سن الناصر محمد الذي كان في تلك الأثناء في التاسعة من عمره.

 

كانت العلاقة بين العادل زين الدين كتبغا المنصوري والشجاعي علاقة توجس ومنافسة وعندما تطورت إلى عداء كامل خطط الشجاعى بمساندة المماليك البرجية للقبض على كتبغا واغتيال أمرائه  إلا أن خطة الشجاعي وصلت إلى علم العادل زين الدين كتبغا المنصوري. 

 

قام العادل زين الدين كتبغا المنصوري بمحاصرة قلعة الجبل بمعاونة الأكراد الشهرزورية ورفاقه من المغول المقيمين بالقاهرة إلا أن المماليك البرجية التابعة للشجاعي هزمت قواته ففر إلى مدينة بلبيس حيث بقى لبعض الوقت ثم عاد إلى القاهرة وحاصر القلعة مرة أخرى بعد انكسار المماليك البرجية. 

 

استمر الصراع الدامي بين قوات كتبغا والمماليك السلطانية وأتباع الشجاعي إلى أن بدأ مماليك الشجاعي ينقلبون عليه وينضمون إلى قوات كتبغا. 

 

ثم اتصل أمراء العادل زين الدين كتبغا المنصوري بأم السلطان محمد داخل القلعة وأكد لها أن الصراع الدائر ليس بينهم وبين ابنها ولكنه بينهم وبين الشجاعي فما كان منها إلا أن أغلقت أبواب القلعة ليجد الشجاعي نفسه محصورًا في بيته خارج القلعة وأعداؤه بينما مماليكه أخذين في الفرار إلى صف غريمه كتبغا ليتم اغتياله وهنا فتحت أبواب القلعة ودخل كتبغا وأمراءه وأطلقوا سراح أتباعه الذين كان الشجاعى قد أسرهم أو قبض عليهم. 

 

وتم إبعاد مماليك الشجاعى إلى ثكنات بعيدة وأودع بعضهم في السجون وتبع ذلك الاستيلاء على ممتلكات الشجاعى والقبض على نوابه في الشام.

 

السلطنة 

كان العادل زين الدين كتبغا المنصوري مدبر السلطنة والحاكم الفعلي للبلاد نظرًا لصغر سن السلطان الناصر محمد وبعد مقتل منافسه وغريمه الشجاعي توطد مركزه وزادت قوته وبعد انكسار المماليك البرجية جمع كتبغا الأمراء بدار النيابة وقال لهم: «قد انخرق ناموس المملكة والحرمة لا تتم بسلطنة الناصر لصغر سنه» فوافق الأمراء على خلع الناصر وإعلان كتبغا سلطانًا وحلفوا له ليتم إبعاد الناصر محمد وأمه إلى إحدى قاعات القلعة ثم إلى الكرك ليصبح كتبغا سلطانًا ولقب بالملك العادل. 

الجريدة الرسمية