رئيس التحرير
عصام كامل

فنكوش 11 نوفمبر!

مع بداية الحديث والترويج عن دعوات الخروج يوم 11 نوفمبر عام 2022.. تعمدت عدم الاهتمام أو حتى متابعة أي كلام يقال في هذا الموضوع مثلما تعاملت مع فنكوش 11 نوفمبر عام 2016، ليس لقناعاتي التامة بأن ما قيل ويقال وسيقال من هذه الفئة المارقة الهاربة ما هو إلا فنكوش بحكم أن التجارب السابقة التى أثبتت بأن الشعب المصري لديه من الوعي ما يكفي حتى في أصعب الظروف ولكن أيضا لأنني منذ ثورة 2013 ونجاح الشعب في التخلص ممن كانوا يريدون تدمير الشعب لم أهتم بهم ولا بما يقولون أو يكتبون لأنهم دائما كاذبون.

 

وبصراحة شديدة.. لم يعجبني تناول وسائل الإعلام لهذه الدعوات لأنه ببساطة شديدة نحن من ساعدنا على الترويج لهذه الدعوات وكأننا لا نستوعب دروس الماضي.. فهل يعقل أن نقوم نحن بترديد ما يقوله هؤلاء التافهين الموتورين وكأننا بشكل غير مباشر ندعو معهم لهذه الدعوات، وهل يعقل أن يظهر هؤلاء المرتزقة ونردد كلامهم على شاشات قنواتنا، وكأننا نطبق المثل القائل: "اللي مشفش أهو شاف واللي معرفش أهو عرف".. 

 

وأقسم بالله أنا واحد من الناس اللي ما يعرف هذه الأشكال ولا بيسمعها ولا حتى فكر في يوم من الأيام يشوفهم بيقولوا إيه على منصات بير السلم الممولة التي يظهرون فيها.. وفجأة وبدون أي مقدمات الاقيهم في وشي على قنوات بلدنا وأمنحهم هذا الشرف! فهل هذا يعقل؟

ثقة الشعب

فلا يمكن بأي حال من الأحوال الانسياق وراء مواقع التواصل الاجتماعي في مثل هذه القضايا الهامة التي تتعلق باسم شعب ووطن كبير مثل مصر.. فما حدث في الماضي لا يمكن أن يتكرر من جديد خاصة وأن هذه المواقع هي في الأصل تمثل عالم افتراضي قابل للتزييف بل هو أصل التزييف والخداع، وهنا يجب أن نتذكر جيدا كيف كانوا يستخدمون التزييف في كل شيء لدرجة أنهم أحيوا الأموات وموتوا الأحياء.

 

وبالطبع كلامي عن وقوع الكثيرين في خطأ ترديد وترويج كلام من قاموا بالدعوات ليوم 11 نوفمبر ليس معناه إنني في المدينة الفاضلة، وكل حاجة في مصر تمام والدنيا وردي، بالطبع لا.. فبدءا من الرئيس عبد الفتاح السيسي ومروروا بجميع المسئولين في الدولة وختاما بجميع المواطنين يعترفون ويعلنون ويؤكدون بأننا في أزمة اقتصادية صعبة وأننا نعاني جميعا من ارتفاع الأسعار وما حدث في مصر خلال 4 سنين من ظروف اقتصادية صعبة للغاية كان كفيل بخروج الشعب دون دعوات من المرتزقة الموجودين في الخارج أو الخلايا النائمة للجماعة الإرهابية..

 

ولكن لماذا لم يخرج الشعب ومازال يثق في رئيسه؟ الإجابة بسيطة ولا تحتاج إلى استخدام أي نوع من أنواع التطبيل.. فنحن نشاهد أمام أعينا ما يحدث في مصر من نهضة في شتى المجالات ولذلك تحملنا ومازلنا نتحمل ضغوط ملف الإصلاح الاقتصادي بالإضافة إلى أننا نثق في صدق وإخلاص رأس الدولة المصرية حتى لو هناك ملاحظات على أداء بعض وزراء الحكومة.. وهنا وجب التأكيد على أن ما تحقق للدولة المصرية في برنامج الإصلاح الاقتصادي هو السبب الرئيسي في عبورنا أزمة كورونا التي استمرت عامين كانا الأصعب اقتصاديا على جميع دول العالم وهو أيضا من جعل مصر صامدة حتى الآن في وجه أزمة الحرب الروسية الأوكرانية.

 

 

وفي الختام.. مثلما أزعجني هرولة البعض وراء ترديد وترويج شائعات دعوات الفنكوش لأعداء الوطن المأجورين والمطرودين، أيضا أغضبني جدا محاولة البعض لاستغلال هذه الدعوات ليوم 11 نوفمبر للمتاجرة بالوطنية من أجل مصالح شخصية باستغلال وكأنهم يريدون إثبات وطنيتهم عن طريق التجارة والابتزاز.. فهؤلاء من وجهة نظري أسوأ من تجار الدين!
ودام عزك يا وطن.. وتحيا مصر  

وللحديث بقية طالما في العمر بقية

الجريدة الرسمية