رئيس التحرير
عصام كامل

ايده تتلف في حرير.. منجد كفيف يتحدى إعاقته ببني سويف: نفسي أزور قبر الرسول | فيديو

عم سيد فتحي المنجد
عم سيد فتحي المنجد الكفيف ببني سويف

"نفسي أزور قبر الرسول".. بهذه الكلمات البسيطة لخص عم سيد فتحى المنجد الكفيف ببني سويف، صاحب الـ62 عامًا، أمنيته الوحيدة في الحياة أن يذهب إلى الحج لأداء العمرة وزيارة قبر الرسول عليه الصلاة والسلام.

المنجد الكفيف

حكاية عم سيد، بدأت مع فقدانه البصر وهو في سن الـ18 عامًا بعد أن توفي والده مباشرة، إلا أنه رفض المكوث بمنزله وأصر على مواصلة عمله كـ"منجد بلدي" التي يتقنها منذ طفولته ويصفه زبائنه بإن "أيده تتلف فى حرير" تعبيرًا عن إتقانه للمهنة التي تتطلب مواصفات عدة أبرزها إجادة البصر.

عم سيد فتحي المنجد الكفيف ببني سويف 

قررت الانتحار

يقول عم سيد، إنه فقد بصره في سن 18 سنة، بعد أن توفي والده مباشرة، وكان يعمل في القاهرة، وانتابته حالة يأس وقرر أن ينتحر وذهب إلى نهر النيل استعدادا لإنهاء حياته، إلا أنه تذكر أنه بذلك سيخسر دنياه وآخرته، فقرر أن يعود إلى قريته كفر ناصر بمركز ببا، وساعده شقيقه الأكبر إلى أن يعود إلى عمله منجدا، عن طريق يديه اللى «تتلف في حرير»، ويتزوج سيد وينجب 9 أولاد، ويتزوجوا جميعا عدا نجلته الصغرى، ليصبح عدد أسرته 33 فردا ما بين ابن وحفيد، ويعزمهم كل جمعة في منزله المكون من طابقين والذي لا يتعدى الـ 70 مترا، وأمنيته الوحيد أن يذهب إلى الحج لأداء العمرة.

ولدت مبصرًا

وواصل المنجد الكفيف، قائلًا: أنا مولود مبصرا، وعشت 18 سنة من عمري وأنا أرى كل شىء إلى أن توفي والدي، ولحزني عليه فقدت بصري كاملا، وفي لحظة قررت الانتحار وأنا في القاهرة، وذهبت إلى نهر النيل لكي ألقي بنفسي فيه، إلا أننى عدت إلى رشدي وقررت أن أعود إلى قريتي في بني سويف بكفر ناصر، ووقف بجانبى إخوتي، وتزوجت من بنت خالي، وأنجبت 9 أولاد، ولدي الآن أسرة من 33 فردا، وعدت إلى عملي كمنجد، وهذه المهنة التي اتقنها تمامًا، واتجه إلى أهالي القرية في كفر ناصر والقرى المجاورة لعمل الوسائد والمراتب والألحفة، وأعمال تنجيد الكنب، وغيرها من أنواع التنجيد التي أجيدها ببراعة نادرة.

عم سيد فتحي المنجد الكفيف ببني سويف 

مراحل التنجيد

وتابع عم سيد: الحمد لله أعيش حياة مستقرة، لدرجة إنني علمت 20 من أهل القرية مهنة التنجيد وأنا كفيف لأنني أصبحت أجيد مهنة التنجيد إجادة تامة في كل المراحل التي يقوم بها المنجد بداية من معرفة القطن الجيد من الردئ باللمس وعملية صنع المرتبة أو الوسائد وغيرها من خلال تهوية القطن وتنفيضه، أو وضعه في الماكينة، ثم خياطة قماش أبيض على شكل مستطيل يترك مفتوحا من أحد جوانبه، ثم حشو القطن بداخله وتوزيعه حتى لا يصبح قطعة واحدة ويتم خياطة الجانب المفتوح.

وأكمل: تأتي بعدها مرحلة تخزيم المرتبة وعمل «خوزامات»، وهي خياطة المرتبة على أنحاء متفرقة من المنتصف، ثم تأتي المرحلة الأخيرة وهي وضع المرتبة داخل قماش ملون ويتم خياطته، وبذلك تصبح جاهزة للاستخدام».

وأختتم المنجد الكفيف، بتوجيه رسالة للأهالي وللقائمين على شئون ذوي الإعاقة، بمد يد العون والحنان للمعاقين، وأي طلب للمعوق يستجاب من قبل الدولة، لأن المعاق ليس من ذنبه أنه معاق، كاشفًا عن أمنيته الوحيدة فيما يتبقى من أيام عمره أن يذهب إلى الحج لأداء العمرة وزيارة قبر الرسول عليه الصلاة والسلام.

الجريدة الرسمية