رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهاردة.. انتخاب أبراهام لينكون «محرر العبيد» رئيسا للولايات المتحدة

أبراهام لينكولن
أبراهام لينكولن

في مثل هذا اليوم من عام 1860 انتخب أبراهام لينكولن رئيسًا للولايات المتحدة، ليصبح الرئيس السادس عشر لأمريكا في واحدة من أخطر فترات تاريخها، إذ استطاع قيادة بلاده للقضاء على العبودية واجتياز هذه الصفحة السوداء من تاريخ أمريكا، كما أعادة الولايات التي انفصلت عن الاتحاد بقوة السلاح وقضى على الحرب الأهلية الأمريكية، ودفع حياته ثمنا لذلك. 

 

عن حياته ونشأته 

نشأ الرئيس أبراهام لينكولن في عائلة فقيرة على الحدود الغربية لولاية كنتاكي، ولهذا اعتمد على نفسه في القراءة والتعلم، فتكونت لديه معرفة وثقافة عالية خلال المراحل الدراسية التي مر بها.

درس أبراهام لينكولن القانون ثم أصبح عضوًا في حزب الأحرار الأمريكي، ثم عضوًا في نقابة المحامين بولاية إلينوي عام 1830م، وانتُخِبَ بعد ذلك عضوًا في مجلس النواب الأمريكي عام 1840.

 

النضال ضد العبودية 

ناضل أبراهام لينكولن لإنهاء العبودية التي كانت من مظاهر الحياة الأمريكية وأحد أهم أسباب الحرب الأهلية، وقاتل لمنعها من الانتشار والتضييق عليها في ذهن الجمهور حتى تنقرض بالتدريج.

خاض معركة سياسية في خمسينيات القرن التاسع عشر من أجل هذا المبدأ ومنع انتشار الرق في الأقاليم التي أنشئت حديثًا، مما أدى إلى زيادة اتجاه الجنوب نحو الانفصال.

 

بين الديمقراطية والعبودية  

كان الصراع في البلاد يدور حول أخلاقية نظام العبودية، بين المؤمين بتوطين الديمقراطية والمزايا الاقتصادية للعمالة الحرة والراغبين في استمرار العبيد، مما تسبب في انهيار الحزب اليميني وقيام أحزاب جديدة، الحزب الحر في عام 1848 والجمهوريون في عام 1854، والاتحاد الدستوري في عام 1860). 

ودفع فوز أبراهام لينكولن في الانتخابات الرئاسية عام 1860 المعروف بمواقفه الرافضة للعبودية ولاية كارولينا الجنوبية لإعلان الانفصال عن الاتحاد، وبحلول فبراير 1861، أعلنت ست ولايات جنوبية أخرى انفصالها، ووضعت الولايات السبع دستورا مؤقتا للولايات الكونفيدرالية الأمريكية، وأسسوا عاصمتهم المؤقتة في مونتجمري ألاباما.

أدى أبراهام لينكولن اليمين الدستورية كرئيس للجمهورية وفي خطابه الافتتاحي أكد أن أي محاولة انفصالية باطلة قانونا ورفض لينكون أي مفاوضات مع وكلاء الكونفيدرالية.

اشتعلت الحرب الأهلية في 12 أبريل 1861، حيث هاجمت القوات الكونفدرالية قاعدة عسكرية في فورت سومتر بولاية كارولينا الجنوبية، ردا على ذلك دعا لينكون لتشكيل جيش من المتطوعين من كل ولاية، مما أدى إلى إعلان انفصال أربع ولايات أخرى من الجنوب. 

أعد كلا الجانبين الجيوش وأطلق لنكولن إعلان تحرير العبيد مما حقق هدف الحرب من إنهاء الرق في الجنوب، وأثنى بريطانيا عن التدخل في شئون البلاد الداخلية. 

انتهت العبودية فعليا في الولايات المتحدة في ربيع عام 1865 عندما استسلمت الجيوش الكونفدرالية، وأفرج إعلان التحرير عن جميع العبيد في المناطق الكونفدرالية، كما أفرج عن العبيد في الولايات الحدودية والأجزاء التي يسيطر عليها الاتحاد بقانون الولاية. 

 

وفاته الحزينة في التاريخ الأمريكي 

عرف لينكولن خلال رئاسته للحزب الجمهوري بعدله ووسطيته، ومع اقتراب نهاية الحرب الأهلية كان للينكون نظرة وسطية لإعادة البناء، متطلعًا لإعادة توحيد الأمة بسرعة من خلال قانون المصالحة بسخاء مقابل الانقسام المر.

لكن لم يمنحه المتطرفون الجنوبيون الفرصة وتم اغتياله لتصبح حادثة قتله الأولى من نوعها في التاريخ الأمريكي، وعاش الأمريكيون وخاصة الذين ناض من أجلهم حالة من الحزن الشديد وأعلن الحداد العام في البلاد بشكل لم يسبق له مثيل. 

منذ هذا التاريخ أصبح الأمريكيون يعتبرون الرئيس أبراهام لينكولن واحدًا من أفضل ثلاثة رؤساء أمريكيين في تاريخ البلاد إلى جانب جورج واشنطن وفرانكلين روزفلت. 

الجريدة الرسمية