رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أسطح المنازل ثروة كبرى!

هل يمكن أن يكون لدينا مشروع قومى لتحويل كل أسطح المنازل والمنشأت التجارية والصناعية وحتى أعمدة الإنارة إلى محطات لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية والرياح؟ نعم أقول مشروع قومى لآن المشروعات الكبرى تحتاج إلى الإرادة السياسية التي تذلل كل المعوقات والصعاب بالإضافة إلى زيادة وعي المواطنين بالقضية.

 

والحكاية ببساطة أن هناك مساحة كبرى مهدرة بسبب تحويل أسطح المباني إلى مخزن للمخلفات والقمامة، والمشروع القومى المقترح هو تحويل كل هذه المساحات إلى محطات للطاقة الشمسية ولا مانع إذا كان هناك بعض الأعمدة تصلح لتركيب مراوح إنتاج الطاقة من الرياح.

أعتقد أن ارتفاع أسعار الكهرباء كفيلا بإقناع الناس بالمشروع ليخفف عنهم نار فواتير الكهرباء، لكن تبقى مشكلة التمويل هي الأصعب.. وأعتقد أن وزارة الكهرباء والطاقة تستطيع الانفاق على هذا المشروع لتخلق لها مصدر دخل جديد، وبالتالي زيادة موارد الدولة في نهاية المطاف.. كيف؟

مؤتمر المناخ

حيث تمول وزارة الكهرباء، ويمكن عمل مقاصة بين ما تنتجه كل محطة صغيرة في أي منزل بما يستهلكه مع احتساب نسبة معينة لسداد ثمن المحط، ويمكن عمل مشاركة بين شركة الكهرباء وأصحاب الأسطح، الشركة بالاموال والمواطنون بالاماكن ويقسم العائد بالنسب المتفق عليها. ويمكن ضخ المنتج من الكهرباء من الطاقة الشمسية فورا إلى الشبكة العامة وبالتالي لا نحتاج إلى بطاريات لتخزين الكهرباء مما يقلل من التكلفة.

 

سبق أن كتبت عن هذه الفكرة ولاضرر من الالحاح عليها حتى يتم دراستها والتعميم بشكل أوسع حتى نخفف عن كاهل المواطنين ونوفر للدولة كهرباء يمكن تصديرها للخارج للحصول على العملة الصعبة أو توجيهها إلى المشروعات الصناعية الكبرى.

وأعتقد أن البداية مناسبة ونحن نستعد لاستضافة مصر الدورة الـ27 من مؤتمر الأمم المتحدة حول تغير المناخ عام 2022، خلال الفترة من 7 - 18 نوفمبر 2022  في شرم الشيخ وبحضور قادة العالم للنقاش حول آثار تغير المناخ في أفريقيا والعالم.  


ماذا يحدث لو قدمت مصر مشروعا ضخما أحد مرتكزاته استغلال هذا المؤتمر في الحصول على منح عالمية وقروض بدون فوائد من أجل تحويل أفكار هذا المؤتمر إلى واقع حقيقى بزراعة صحراء مصر بمزارع الطاقة الشمسية والرياح وفتح الباب لجذب الاستثمارات الضخمة لانتاج الطاقة الكهربائية من الرياح والشمس، وهى طاقة متجددة لا تنضب ولا تُلوّث البيئة، والحمد لله لا يستطيع كائن من كان أن يقاسمنا او يحرمنا منها !

كنز الطاقة الشمسية

ماذا يحدث لو تحولت واجهات العمارات والمنشأت والمبانى الضخمة إلى خلايا طاقه شمسية بدلا من الحوائط العادية التي تحتاج إلى دهانات مستمرة، وتكون بديلة عن الواجهات الزجاجية التي تحول بعض المباني إلى صوب زجاجية ويتم انفاق مبالغ كبيرة لتكييفها بعد ذلك!!


ماذا يحدث لو تم اجبار أى منشأة جديدة على ضروره تركيب وحدات ألواح طاقة شمسية منخفضة التكلفة ضمن شروط الترخيص؟ وماذا يحدث لو بدأنا في إنتاج سيارات تسير بالطاقة الشمسية؟ وهكذا يمكن تحويل نقمة درجات الحرارة المرتفعة والشمس الملتهبة إلى نعمة وثروة، ويمكن تحويل منازلنا ومنشأتنا إلى أماكن مكيفة في هذا الحر القائظ باستخدام المكيفات التي تعمل بالطاقة الشمسية.

 

إستخدام الطاقة الشمسية في المنازل سيخفض فواتير الكهرباء التي يشكو منها الجميع، وقد تصل نسبة التوفير إلى 95% كما يقول بعض الخبراء، ومن جهة ثانية استخدام هذه التكنولوجيا في المنازل تزيد من قيمة العقار السوقية بنسبة تتراوح بين 3-4%، بالاضافة لحماية المبنى من أثر حرارة الشمس وخاصة الأدوار العليا..

 

بالإضافة لمواجهة انقطاع التيار الكهربائى، ويفيد كذلك في التجمعات السكنية القلية في الصحارى والنجوع التي تصل تكلفة توصيل الكهرباء لها مبالغ طائلة فضلا عن استخدام هذه الطاقة في هذه الأماكن لاستخراج المياه من الأبار للشرب والزراعة.. يعنى تنمية دائمة.

مشروع مربح

ويؤكد بعض خبراء هذه التكنولوجيا أن معدل العائد مقابل كل جنيه تستثمره في مشروع للطاقة الشمسية لا يقل عن 25% على الأقل، ويمكن للعائلة المصرية توفير نحو 320 ألف جنيه من فواتير الكهرباء عند تركيب الألواح الشمسية، بينما يوفر أصحاب الأعمال 10% على الأقل مقارنة بفواتير الكهرباء الحالية.


ومع مشروعات الربط الكهربائى مع الدول المجاورة يمكن ان تتحول مصر إلى أكبر مصدر للطاقة المولدة من الطاقة الشمسية والرياح. ولمواجهة التكلفة المرتفعة لتركيب أجهزة توليد الطاقة الشمسية التى قد تكون العائق أقترح قيام المنشات التجارية والمالية والصناعية والاستهلاكية بتحمل تكلفة إنشاء هذه الوحدات الشمسيه مقابل الإعلانات على الأعمدة وواجهات بعض المنشأت.

 

وإستخدام عائد هذه الإعلانات في دعم إنشاء الوحدات الشمسية في المنازل بالإضافة إلى المنح والقروض بدون فوائد التي تقدمها بعض الجهات والمنظمات الدولية والحكومات الصديقة من أجل تمويل تلك المشروعات التي تحافظ على البيئة. ويمكن مشاركة وزارة الكهرباء في تكلفة انشاء هذه المحطات مقابل نسبة معينة مما تنتجه من كهرباء.

 

 

إستخدام بعض مصانعنا لأحدث التكنولوجيا العالمية لانتاج ألواح شمسية وبطاريات ومستلزمات هذا المشروع القومى وبكميات ضخمة سيقلل من التكلفة كثيرا وسيعود على هذا المنشأت الصناعية بالربح الكبير فضلا عن إقامة خطوط إنتاج ضخمة يتيح تشغيل الالاف بل من مئات الالاف من العمال في هذه الصناعة ويمكن أن يكون مصدر دخل للعملات الأجنبية إذا ما نقلنا خبراتنا وانتاجنا للتصدير إلى الدول المحيطة !!

Advertisements
الجريدة الرسمية