رئيس التحرير
عصام كامل

أنا بتاع أدباء الأقاليم!!

من أجمل الألقاب التي أعتز بها: بتاع أدباء الأقاليم، رغم بعض سلبياته التي آثرت في الصورة الانطباعية لمن لا يعرف أو غير متابع أو في نفسه مرض عن كافة إسهاماتى في بلاط صاحبة الجمهورية في كافة فنون العمل الصحفي من ديسك مركزي إلى أخبار وتحقيقات وحوارات وتقارير ودراسات ومقالات في كافة المجالات إلى مهمة إصدار الجريدة تحريريا بشكل كامل وتجارب أخرى في الصحافة المستقلة.. إلخ.

ومع ذلك يظل لقب بتاع أدباء الأقاليم هو الأقرب لى ومعتزا به لأنه جاء بعد سنوات من العمل الشاق منها السفر إلى كل نجوع وأقاليم مصر وملايين الحكايات والمشاهدات والمعايشات لأهالينا الطيبين خارج القاهرة ومنهم الأدباء والمبدعين.. أنا منهم وهم منى، توحدت فيهم وتوحدوا في.. كنت أشعر بالمسؤولية تجاه من أقابله، أشاركه أحلامه وأحمل معه همومه حتى لو كانت إنسانية وغير ابداعية، وأعود للجمهورية من كل جولة مشحونا بهموم الناس ومحملا بأحلامهم وآلامهم، وكثيرا ما بذلت جهدا للتخفيف منها..

تحول نادى أدباء الأقاليم من ركن في أسفل صفحة في العدد الأسبوعى للجمهورية كان يقدمه أستاذي الشاعر الكبير محسن الخياط  وكنت أعمل بجواره لسنوات حتى رحل عام 1990 ليتحول نادى أدباء الأقاليم إلى نصف صفحة ثم صفحة شهرية إلى صفحة أسبوعية ومن داخل العدد تمدد إلى الصفحة الأخيرة لنشر الروايات والقصص القصيرة لكبار أدباء مصر ومن بينهم أدباء الأقاليم وبعضهم كان ينشر عمله الروائي أو قصة قصيرة أو قصيدة فصحى أو عامية لأول مرة جنبا الى جنب مع عبد الرحمن الأبنودي وأحمد عبد المعطى حجازى وسيد حجاب وإدوار الخراط وخيرى شلبى وعبد الحكيم قاسم ويحيى حقى وأسامة أنور عكاشة.. ألخ من قامات الإبداع.

 أدباء الأقاليم

وكان أحد أهدافي العمل بدأب لإزالة الصورة الذهنية عن أدباء الأقاليم بأنهم درجة ثالثة إلى مكان يتسابق للنشر فيه كبار أدباء مصر! وضعت معيارا صارما للنشر وهو الجودة فقط  بغض النظر عن إسم صاحبه، مما سبب لى حرجا كثيرا ومشاكل مع زملاء وأصدقاء ورؤساء، وحاولت جاهدا الإلتزام بذلك ورفضت نشر أعمال لأدباء كبار كانت من وجهة نظرى لا ترقى للنشر هنا مع وجود أعمال رائعة قد ينشر أصحابها لأول مرة.
كان طابع البريد وظرف الجواب هو وسيلة التواصل بينى وبين الجميع لم يكن هناك بريد إلكتروني أو فيسبوك أو واتس آب وكم كانت سعادتى لا توصف عندما أفتح خطاب مرسل من أقصى الصعيد أو سيناء أو البحر الأحمر أو الدلتا.. الخ وأجد نصا جيدا أو رائعا.. وكثيرا ما قدمت أدباء ينشرون للمرة الأولى في حياتهم وصاروا نجوما الأن في ساحة الإبداع  وحصلوا على أكبر الجوائز في مصر والعالم العربى.


ومن الأعمال المهمة إننى رسمت خريطة الإبداع في مصر لأجيال كثيرة سابقة في الأقاليم وصلت في بعض الأحيان إلى عام 1900 حين كلفت العديد من الأصدقاء بعمل دراسات أدبية أو بليوغرافيا عن أشهر المبدعين في كل محافظة في مختلف مجالات الإبداع من شعر فصحى وعامية وزجل إلى قصة قصيرة ورأيه وأعمال مسرحية.. ألخ وهو مشروع  ضخم في هدفه لم تقم  به من قبل  جريدة أو مجلة أو مؤسسة ثقافية.. وكانت الحصيلة تنشر على مدى أسابيع وشهور، وأثارت هذه الملفات جدلا كبيرا مازال البعض يستعين بها حتى الآن أو يذكرني بها رغم أن بعضهم صاروا شيوخا ونجوما.

تذكرت كل ذلك وأكثر منه عندما تلقيت دعوة كريمة من أدباء كفر الشيخ لتكريمى رغم أن هذه الصفحة قد توقفت عام 2009 تقريبا أى منذ نحو 13 عاما وما زالوا يذكرونها ويذكرونى بالخير.. شكرا على دعوة الوفاء من الشاعرة بسمة شعبان رئيس نادى الأدب والشاعر أحمد زكى شحاتة اللذين تكبدا إعداد حفل تكريم للجمهورية ولنادى أدباء الأقاليم الذى ما زال في ذاكرة أجيال جديدة لم ينشروا فيه وشكرا لتكريم شخصى المتواضع رغم إننى لا أشرف أو أقدم صفحة أدبية منذ 13 عاما، يعنى لا مصلحة لأحد عندى لكن قيمة الوفاء تظل موجودة في مصر رغم كل الظروف والأحوال.

شكرا لمن ساند هذه التجربة فاستحق معى التكريم وهم كثر بداية من الشاعر محسن الخياط الذي استعان بي ثم كافح لنقلي معه في الجمهورية وشكرا للأستاذ محفوظ الأنصاري الذى دعم وجودى في الجمهورية ووافق على إسناد الإشراف لى على هذه الصفحة وكتابة عمود رأى وأنا لم أبلغ 27  عاما ولم يتم تعيني ولم أسجل اسمي في سجلات نقابة الصحفيين.

 
شكرا للكاتب الصحفى الكبير محمد أبو الحديد لولا إيمانه بى ما أتاح هذه الفرصة لى وما فتح لى وجدانه  وعلمتى ودفع بى في بحور التحقيقات والحوارات والمقال والمعارك.. شكرا للراحلين جمال كمال ومحمود نافع دينامو العمل الصحفى حين التحقت بالجمهورية وحتى رحيلهما ووصولهما إلى منصب رئاسة التحرير ومدير التحرير على دعمها.. شكرا للكاتب جلال السيد الذى كان يظنه البعض شقيقى من كثرة دعمه لى والرسامين محى أحمد على وفرج الذين زينا الأعمال الإبداعية برسومهما.
شكرا للكاتب الكبير سمير رجب الذى ساندنى بقوة مع الأستاذ محفوظ الأنصاري.. قائمة لا تنتهى من الذين يشاركوننى في هذا التكريم.. أخيرا شكرا الجمهورية محراب الكبار وحلم البسطاء وساحة الإبداع والأفكار!
YOUSRIELSAID@YAHOO.COM

الجريدة الرسمية