رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهاردة.. عبد الناصر يعلن الجهاد من الجامع الأزهر: سنقاتل حتى آخر نقطة دم | فيديو

عبد الناصر يخطب من
عبد الناصر يخطب من فوق منبر الازهر

بعد بدء هجوم العدوان الثلاثى إنجلترا وفرنسا وإسرائيل على مدينة بورسعيد ألقى الرئيس جمال عبد الناصر في الثانى من نوفمبر 1956 خطابا بعد صلاة الجمعة من الجامع الأزهر يعلن فيه استعدادنا جميعا للقتال قال فيه:


إن مصر كانت دائمًا مقبرة للغزاة، وإن جميع الإمبراطوريات التى قامت على مر الزمن انتهت وتلاشت حينما اعتدت على مصر، ولكن مصر بقيت متماسكة متحدة متكاتفة، انتهى الغزاة،انتهت الإمبراطوريات وبقيت مصر، وبقى شعب مصر.

عدوان الظلم 

واليوم نقابل عدوان الظلم والاستعمار الذى يريد أن ينتهك حريتنا وإنسانيتنا وكرامتنا، ونحن نقاوم هذا العدوان؛ نطلب من الله أن يلهمنا الصبر والإيمان، والثقة والعزم، والتصميم على القتال.

المؤامرة الكبرى 

إننا اليوم نطلب من الله أن يقوى قلوبنا جميعًا ونفوسنا حتى ندافع عن وطننا،  إن الموت حق على كل فرد منا ولكن إذا متنا.. يجب أن نموت بشرف، ويجب أن نموت بكرامة،  وإننى أعلن باسمكم أننا سنقاتل.. سنقاتل ولن نسلم.. سنقاتل ولن نعيش عيشة ذليلة، مهما أخذوا فى غيهم، ومهما استمروا فى خطتهم العدوانية.
لقد كانت المؤامرة الكبرى تنحصر فى سحب قواتكم المسلحة إلى الحدود لتشتبك مع إسرائيل، وترك مصر بدون جيشها؛ حتى يستطيعوا أن يفعلوا ما يريدون،كانت هذه هى الخطة المبيتة، فى  يوم ٢٩ أكتوبر هجمت إسرائيل وأعلنت بريطانيا انها لن تستغل الاشتباك بين مصر وإسرائيل لصالحها أو لنواياها.


وفى خلال أربع وعشرين ساعة كانت جميع قواتكم المسلحة فى صحراء سيناء تقاتل قتالًا مريرًا، وتنزل الخسائر بإسرائيل، وفى 30 أكتوبر قدمت بريطانيا إنذارا بأننا لابد أن نقبل احتلالها هى وفرنسا لأراضينا، وإذا لم نقبل فى ١٢ ساعة، سيقومون بتنفيذ ذلك بالقوة.


أضاف عبد الناصر:هذا - يا إخوانى - لا يقبله الشرف، ولا تقبله العزة والكرامة، وإنه لخير لنا أن نموت جميعًا دفاعًا عن وطننا لنكتب سجلًا فى تاريخنا، ولنضع أسسًا لمستقبل وطننا، عن أن نقبل طوعًا احتلال بريطانيا وفرنسا لجزء من أراضينا.

عبد الناصر يخطب فى الجماهير 

قامت قواتنا الجوية يوم ٣٠ و٣١ بالسيطرة على أرض المعارك فى سيناء، وخسرنا طيارتين، استشهد اتنين من طيارينا فى هذا القتال، ولكن وفقنا الله، وجهت قيادة بريطانيا وفرنسا إنذار لمصر تانى بأنها ستقوم بتدمير الأغراض العسكرية، وكان هذا يعنى بالنسبة لنا أن الإنذار البريطانى - الفرنسى بدأ فى التنفيذ، ويبدأ بالغارات الجوية التى أنذروا بها، ثم يتلوه غزو أو عدوان، وأصبحنا بنحارب فى جبهتين.. جبهة إسرائيل على الحدود، وجبهة الاستعمار الإنجليزى - الفرنسى فى الداخل؛ اللى بيهدد باحتلال القنال، وكان لابد من اتخاذ قرار سريع وخطير وهو لابد من ان نوحد الجبهتين، وان احنا نحرم بريطانيا وفرنسا من انهم يفصلوا القوات المسلحة المصرية فى سيناء عن الشعب، 

 وأصدرت أوامر للقائد العام للقوات المسلحة بسحب جميع القوات الرئيسية المصرية من صحراء سيناء إلى غرب قناة السويس؛ حتى تكون جنبًا إلى جنب مع الشعب لملاقاة العدوان البريطانى - الفرنسى المنتظر.

آخر نقطة دم 

انسحبنا من صحراء سينا، وتركنا وحدات انتحارية لليهود هناك مؤكدا أن الجيش سيحارب.. الأوامر للقوات المسلحة بالقتال حتى الموت، الشعب... وأنا شفت امبارح والنهارده كتائب التحرير والحرس الوطنى؛ متطوعين أكثر من الأعداد اللى احنا طالبينها، حتحارب جنبًا إلى جنب مع الجيش، فى أى مكان حنحارب؛ من بيت لبيت، ومن قرية لقرية، وأنا هنا فى القاهرة ضد أى غزو ساقاتل معكم لآخر نقطة دم.. لن نسلم أبدًا، 
 

الجريدة الرسمية