رئيس التحرير
عصام كامل

الرمال السوداء.. السيسي يعثر على كنز مصر المفقود.. مستقبل اقتصادي لـ 50 سنة قادمة |فيديو وصور

الرمال السوداء
الرمال السوداء

كنز مصر المفقود.. تمثل صناعة الرمال السوداء خطوة على طريق دعم وتوطين الصناعات المحلية، أشعل شرارتها الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد طيها في سجلات النسيان على مدار عشرات السنوات، وهذا في الوقت الذي تمثل فيه ثروة اقتصادية ضخمة، لتعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة وخفض فاتورة الاستيراد.

تصدرت صناعة الرمال السوداء المشهد من جديد، بعد افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي مصنع الرمال السوداء بمدينة البرلس في محافظة كفر الشيخ، وهو يعتبر مشروعًا ضخمًا بمنزلة "كنز مصر المفقود"، الذي يمثل مستقبل اقتصادي يتمتع بالعديد من الثروات المعدنية الطبيعية الجاذبة للاستثمار.

صناعة الرمال السوداء

وتعتبر صناعة الرمال السوداء ثروة معدنية كبيرة، وهي عبارة عن رواسب شاطئية سوداء تتكون من معادن كثيفة، تأتي من منابع النيل وتتراكم على بعض الشواطيء.

 

وكشف الدكتور عبد الله علام أستاذ الجغرافيا بجامعة كفر الشيخ، في دراسة له عن الرمال السوداء في مصر، أن هناك 11 موقعًا على السواحل الشمالية غنية بالرمال السوداء، مضيفًا أنه يتم فصل الرمال في أماكنها بالأجهزة خاصة، وتتحول بعدها لمنتجات إستراتيجية في 41 صناعة مهمة.

 

وأشار إلى أنه من المتوقع استخلاص نحو 300 مليون طن من المعادن في منطقة البرلس فقط، ويمكن أن تحقق عائدًا اقتصاديًّا يصل إلى أكثر من 300 مليار جنيه، مضيفا أنه تتواجد الرمال السوداء من رشيد حتى العريش وإدكو شمال محافظة البحيرة، وشمال سيناء ودمياط ورشيد وبلطيم.

 

وتحتوي الرمال السوداء على معادن اقتصادية تدخل في الكثير من الصناعات الهامة، أبرزها معدن الزركون المهم اقتصاديًّا، ويستخدم في صناعة السيراميك والعوازل والخزف والأسنان التعويضية، وغيرها من الصناعات الاقتصادية الهامة.

تحويل مصر لمركز عالمي للتعدين

وأثبتت دراسة حديثة للدكتور أحمد سلطان، الخبير المشارك بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن مصر اتخذت خطوات جادة في سبيل تطوير قطاعها التعديني ورفع مساهمته في الاقتصاد القومي، بداية من تطوير التشريعات ذات الصلة لجذب الاستثمارات، ضمن استراتيجية شاملة لتطوير القطاع بمختلف أنشطته، بهدف تحقيق أقصى استفادة من ثروات مصر التعدينية، والعمل على زيادة القيمة المضافة منها، وزيادة مساهمة النشاط التعديني في الناتج المحلي الإجمالي، وذلك ضمن خطة لتحويل مصر إلى مركز عالمي للتعدين. 

 

استكشاف أهم مناطق الثروات المعدنية

وأضافت الدراسة أنه في إطار استكمال الرؤية التنموية للدولة المصرية لبناء الجمهورية الجديدة في جميع قطاعات ومجالات الدولة، جاء الاهتمام بقطاع الثروة المعدنية من خلال صياغة رؤية استراتيجية شاملة لتطوير هذا القطاع، بما يسهم في استكشاف أهم مناطق الثروات المعدنية الكامنة في ربوع مصر، وبما ينعكس في الوقت ذاته على زيادة نسبة مساهمته في الناتج القومي الإجمالي والتي تقدر الآن بحوالي 0.5%، وتستهدف رؤية تطوير قطاع التعدين زيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي إلى حوالي إلى 5% خلال العقدين المقبلين.

الرمال السمراء والسواحل الشمالية

وتتنوع الكنوز بين باطن الأرض، وفي أعماق البحار، ولكن مصر بها كنز كبير لا يقدر بمال ويعد إحدى الثروات المعدنية الواعدة، ألا وهو الكنز الأسود أو الرمال السوداء. كنز قديم تبوح به السواحل المصرية المطلة على مياه البحر الأبيض المتوسط في المناطق الواقعة بين رشيد إلى العريش بطول حوالي 400 كيلومتر، والتي تنتشر في حوالي 11 موقعًا بتركيزات اقتصادية مرتفعة.

 

وأشارت الدراسة إلى أن الرمال السمراء تنتشر على سواحل مصر الشمالية المطلة على البحر المتوسط، وهي أحد الكنوز المهمة، والتي تسعى مصر إلى استغلالها.

الرمال السوداء.. ثروة منسية 

ومن جانبه، ذكرت الدراسة أن استراتيجية مصر للاستفادة من الرمال السوداء تعد من الأفكار المتميزة لاستثمار تلك الثروة المنسية وتعظيم الاستفادة منها، إذ يجرى الاستفادة من الرمال السوداء في إطار ما لدى الدولة من رؤية واضحة للنهوض بقطاع التعدين وزيادة مساهمته في الدخل القومي بما يتناسب وحجم الثروات التعدينية التي تزخر بها مصر، والرؤية الاستراتيجية للتعدين التي تتوافق مع رؤية مصر 2030 لتحقيق التنمية المستدامة وتوفير مشروعات تعدينية ذات قيمة مضافة أعلى يترتب عليها توفير فرص عمل، وإضافة حلقات صناعية، وجذب استثمارات جديدة مباشرة، خصوصًا أن مصر تمتلك ميزة تنافسية مهمة، وهي توافر بنية تحتية قوية تعمل مصر على تطويرها باستمرار، ومرونة للمستثمرين في النشاط التعديني سواء في أعمال النقل والتصنيع والإنتاج وتوافر الطرق والكهرباء والمواني.

 

قالت الدكتورة هدى أبو شادي الأستاذة بكلية العلوم جامعة القاهرة، إن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي مشروع مصنع الرمال السوداء خطوة هامة للدولة المصرية، مؤكدة أن المشروع مهم جدا لمصر خلال الـ 50 عامًا المقبلة ويعتبر كنزًا مستقبليًّا.

 

وأوضحت الدكتورة هدى أبو شادي أن الرمال السوداء تحتوى على مواد كثيرة مهمة، يمكن استغلالها، وتستخدم في الطاقة النووية وتفيد في المستقبل وتحقق فائضًا لمصر.

افتتاح مصنع الرمال السوداء

وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأربعاء، مصنع الرمال السوداء بمدينة البرلس بمحافظة كفر الشيخ.

 

صرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن مصنع الرمال السوداء بكفر الشيخ هو الأحدث من نوعه على مستوى العالم باستخدام تكنولوجيا التعدين المتطورة.

 

وأكد أن المصنع يعد إضافة جديدة لسلسلة المشروعات القومية الكبرى التي تهدف إلى تعظيم الاستفادة والاستغلال الأمثل لموارد مصر الطبيعية، وتحقيق القيمة المضافة للمعادن المستخلصة من الرمال السوداء، التي تستخدم في العديد من الصناعات الدقيقة مما يفتح الآفاق لاستثمارات جديدة تدعم الاقتصاد الوطني وعملية التنمية الشاملة.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن الأمور الخاصة بعمل مجمع مصانع الرمال السوداء أصبحت متوفرة.

 

وأضاف الرئيس السيسي قائلًا: "طبعًا كل الأمور الأساسية بقت متوفرة.. سواء مياه معالجة وتحلية بحر.. والكهرباء والطرق وهنكمل.. بنشكر الشركات المدنية وشركات التعدين.. كل اللي اشتغل فى هذا المشروع بوجه التحية والشكر". 

 

وتابع: "أول مرة نقدم على خطوة في هذا المجال.. هتكونوا رواد في هذا المجال.. وربنا سبحانه وتعالي يجعل فيه خير كتير.. نعمل اكثر من مجمع زي كده خلال السنوات القليلة القادمة.. في النهاية بنشغل ناس وبنجيب عوائد بالعملة الحرة كويسة.. بنوفر فلوس بنتشري بيها منتجات زي كده.. بتطلع من عندنا وتباع داخل السوق المصرية".

 

ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رسالة لشركات القطاع الخاصة بالسماح بالمشاركة في مشروع الرمال السوداء.

وأوضح: "القطاع الخاص والشركات اللي ابتدت تشتغل فيه تقدر تعمل كام مصنع ومجمع زي ده؟.. بتتكلم الكيلو بياخد سنة.. انت بتتكلم فى 400 كيلو من الاحتياطيات.. فرضًا لو فيه شركة واحدة تقدر تشتغل 400 سنة طيب لو 10 شركات؟ طيب فيه فرصة للشركات تدخل في الموضوع دا على ضوء المؤكد".

 

وأضاف: "دلوقتِ فيه كلام تاني وفرص في مكان تاني مثل بحيرة ناصر وبرنيس وممكن نعمل مصنع و3 و4.. أو لو عاوزين تخشوا في شراكة مع الدولة احنا جاهزين..المشروع بيتكلف 4 مليارات جنيه، وممكن تعمل مصنعين و3 و4 هيكلف 20 مليار جنيه.. كل المنتج اللي بيطلع بيتم تصديره للخارج".

وأكمل: "أنا بقول الكلام دا للقطاع الخاص والشركات اللي اشتغلت معانا فى هذا المجال زى حسن علام وغيره.. أنت عرفت المسار.. ده مسار خد وقت طويل فيه.. المكونات والطرح والكلام اللي بيتعمل علشان وصول المعدات.. ثم 60 % منتجات تتعمل في مصر والباقي ييجي من الخارج.. لما كنا بنعمل المشروع بتاع الرمال السوداء دا سألت سؤال عن حجم الاحتياطات اللي موجودة هنا تكفي قد إيه وحجم الطلب العالمي عليه قد إيه.. هل فيه فرصة لمشروع و2 و3.. وبقول للقطاع الخاص المشروع دا متاح للقطاع الخاص الدخول فيه اللي عاوز يتفضل.. ودا بقوله في كل مشروع يتم افتتاحه.. الفرصة دي كانت موجودة على مدار 40 و50 سنة".

الجريدة الرسمية