رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مسير الحي يتلاقى.. إصابة قديمة تجمع سيدة بني سويف بابنتها بعد غياب 45 عامًا | فيديو وصور

اللقاء الأول بين
اللقاء الأول بين الحاجة رضا ووالدتها

التقت، صباح اليوم الأربعاء، الحاجة تحية عويس، البالغة من العمر 73 عامًا، بابنتها الضائعة "رضا" البالغة من العمر 52 عامًا بعد فراق دام لأكثر من 45 عامًا، في أول لقاء جمعهما و36 من أسرتها بمنطقة الكرنك التابعة لـ محافظة الأقصر، امتزج فيه البكاء بالفرحة والسعادة.

وقالت الحاجة تحية: إن ابنتها المفقودة كانت تذهب معها أثناء عملها ببيع الخضراوات بالقرب من محطة قطار بني سويف، بعد عودتها من رحلة الصيد مع والدها نظرًأ لتعلقها به.

أول لقاء للحاجة رضا بوالدتها وأسرتها منذ 45 عامًا

تفاصيل يوم تغيب سيدة الكرنك

وتابعت: أتذكر يوم حدوث الواقعة، وكانت رضا قد تجاوزت الـ7 أعوام، وفي هذا اليوم كانت تلهو أمامي أثناء بيعي للخضراوات، متابعة: لاحظت غيابها بعد انتهاء عملي وقت أذان المغرب، قائلة: كانت بتلعب قدامي عند محطة القطار ووقت أذان المغرب ملقتهاش وفضلت أدور عليها ملقتهاش.

 

وتابعت: ظللت أنا ووالدها نبحث عنها في كل مكان، بحثنا فى المستشفيات والشوارع، وعندما أخبرتنا إحدى السيدات أنها غرقت، جلبنا الصيادين وبحثوا عن جثتها بالسنار فى ترعة الإبراهيمية، ولكن كل محاولاتنا التي أستمرت لأكثر من 3 سنوات باءت بالفشل.

أول لقاء للحاجة رضا بوالدتها وأسرتها منذ 45 عامًا

عودة أمل رجوع الابنة المتغيبة

وواصلت: منذ أيام فوجئت بجارنا "أشرف الصعيدي" يقول لي أن أبنتي المتغيبة منذ 45 عامًا ما زالت على قيد الحياة وموجودة فى محافظة الأقصر، ونشرت الابنة قصتها على إحدى الصفحات بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وتواصلت معها بالصوت والصورة ـ عبر الإنترنت ـ وتأكدت أنها أبنتي رضا.

 

أول لقاء عبر الإنترنت

وأكملت: دار نقاشًا طويلًا بيني وبين رضا خلال تواصلي معها ـ عبر الإنترنت ـ سردت فيها تفاصيل كثيرة تتذكرها لطفولتها، وأشقائها وأبناء الجيران، وعمل والدها "صياد" وتفاصيل يوم اختفائها، كل هذه التفاصيل وغيرها، ناهيك عن إحساسي وشعوري كأم عثرت على أبنتها المختفية منذ 45 عامًا.

الحاجة تحية تروي تفاصيل اختفاء ابنتها

إصابة بسبب حريق الشاي

واستطردت: "ابنتي رضا كانت تعرضت لحروق في جسدها في سن الرابعة بسبب انقلاب صينية بها 6 أكواب من الشاى الساخن على جسدها، وذهبت بها للأطباء وظلت آثار الإصابة والحروق فى جسدها، وكانت أحد أسباب تأكيد أنها ابنتي المختفية منذ 45 عامًا".

 

رضا سيدة الكرنك بالأقصر

بينما روت الحاجة رضا، البالغة من العمر 52 عامًا، بعض الأحداث لأفراد أسرتها لتؤكد أنها أبنتهم التي يبحثون عنها منذ 45 عامًا، قائلة: "ذكرت خالي عندما تعرضت لحادث وأنا صغيرة وحملني على يديه وجرى بي وذكرت أختي بمواقف عندما كانت تضربني أمي ويدافع عني أبي رحمه الله وتذكروا هم عشرات المواقف لي ولم أتخيل أبدًا هذا الكرم الذي أكرمنا به الله بالعثور على أسرتي".

 

وقالت الحاجة رضا، إنها تتذكر يوم تغيبها عن والدتها التي كانت تعمل "بائعة خضار" على رصيف محطة القطار، كانت في السابعة من عمرها، وولدها كان يعمل صيادًا، وكان لها شقيقتين "فاطة وسومة" وفي هذا اليوم كانت تلهو مع إحدى صديقاتها، وركبت القطار الذي تحرك بها فجأة، ونزلت منه في ملوي بالمنيا، ولكن لصغر سنها لم تكن تعرف محطة استقلالها للقطار.

الحاجة رضا

محطة ملوي بالمنيا

وأضافت: عامل مسجد محطة ملوي، سلمني لناظر المحطة، الذي سلمني بدوره لمركز الشرطة، ومكثت 5 أيام، ولم يستدل علي أحد، فقرر مأمور المركز ـ حينا ذاك ـ أن يربيني مع أبنته، بدلًا من إحالتي للأحداث، وظللت بمنزل المأمور حتى بلوغي سن 16 عامًا تقريبًا، وتركت منزله وهربت بسبب معاملة زوجته السيئة لي بعد وفاته.

 

وقالت: بعد تركي لمنزل المأمور تنقلت بين عدة محافظات منها "القاهرة وبورسعيد والإسكندرية وبني سويف والمنيا" إلى أن استقررت بـ الأقصر، وكنت حينها في سن 17 عامًا تقريبًا، واحتضنتني إحدى السيدات مع بناتها، وعملت بأكثر من مهنة "في مطعم وقهوة وبائعة بخور" وأثناء عملي بالمحطة تعرفت على زوجي المعاق "كفيف" وتزوجني بعد أن استخرج لي بطاقة، ورزقنا الله بـ 5 أبناء "بنت و5 أولاد توفي أحدهم صعقًا بالكهرباء".

الحاجة تحية 73 عامًا وابنتها الحاجة رضا 52 عامًا

العودة إلى الأهل

واختتمت: كنت متمسكة بأمل أن أعرف أهلي، إلى أن نشرت إحدى الصفحات قصتي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وتواصل أحد جيران أهلي مع مدير الصفحة، وبدأ بصيص الأمل يتحول إلى نور أرى من خلاله "أمي وإخوتي" لأول مرة بعد ما يزيد على 45 عامًا، وكل ما أحزنني أكثر علمي بوفاة والدي.

واليوم، وبعد غياب دام لأكثر من 45 عامًا، التقت "رضا" ولأول مرة بوالدتها و36 من أفراد أسرتها في أول لقاء جمعهما بمنطقة الكرنك التابعة لـ محافظة الأقصر، امتزج فيه البكاء بالفرحة والسعادة.

Advertisements
الجريدة الرسمية