رئيس التحرير
عصام كامل

العقيدة النووية الروسية.. متى يضغط بوتين زر الدمار الشامل

حقيبة بوتين النووية
حقيبة بوتين النووية

سعى الكرملين الروسي، اليوم الإثنين، إلى التخفيف من حدة اندفاعة سياسيين وبرلمانيين روس بدأوا خلال الفترة الأخيرة الحديث بشكل نشط عن ضرورة استخدام سلاح نووي لحسم المعركة في أوكرانيا. 


استخدام النووي الروسي

وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن استخدام السلاح النووي سيكون فقط وفقًا لبنود العقيدة النووية.

 

وكان عدد من القادة، بينهم الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف وجَّهوا انتقادات لأداء المؤسسة العسكرية على خلفية الانتكاسات التي لحقت بالجيش الروسي في عدد من المناطق، ودعوا إلى استخدام السلاح النووي التكتيكي لحسم الوضع ميدانيًّا.

 

وأوضح بيسكوف في تصريحات ردًّا على سؤال حول تلك الدعوات، إن جميع الأسباب التي تؤدي لاستخدام مثل هذه الأسلحة منصوص عليها وفق بنود العقيدة النووية، ولا يمكن أن يكون هناك اعتبارات أخرى لاستخدامها.

 

قوة الردع النووي 

وتضع روسيا منذ 27 فبراير الماضي "قوة الردع النووي" في حالة التأهب القصوى، ردًَّا على ما وصفته بـ"الخطوات غير الوديَّة من الغرب"، حسب ما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.


وتنص العقيدة النووية على أن روسيا يمكنها استخدام الأسلحة النووية بشكل استباقي ردًّا على تهديد مباشر لأمنها القومي وسيادتها وأراضيها.

 

 ويحمل هذا المبدأ إشارة إلى أن السلاح النووي لا يمكن استخدامه في مواجهات خارج الأراضي الروسية، لكنه يبقى احتمال استخدامها إذا تم تهديد القوات الروسية بشكل جدي في المناطق التي جرى ضمها حديثًا.


وجرى أحدث تعديل لمرسوم بوتين، باعتباره رئيس الاتحاد الروسي، بشأن العقيدة النووية، في يونيو من عام 2020. ويتضمَّن أسس سياسة الدولة في مجال الردع النووي.

 

العقيدة النووية الروسية

في الأحكام العامة، تُعَدُّ الأسس هي وثيقة للتخطيط الإستراتيجي في مجال الدفاع، وتعكس وجهات النظر الرسمية بشأن جوهر الردع النووي، وتحدد المخاطر والتهديدات العسكرية لتحييد الردع، ومبادئ الردع، وشروط انتقال الاتحاد الروسي إلى استخدام الأسلحة النووية.

كما أن سياسة الدولة، في مجال الردع النووي، ذات طابع دفاعي، وتهدف إلى المحافظة على إمكانات القوات النووية عند مستوى كافٍ لضمان الردع، وتضمن حماية سيادة الدولة وسلامتها الإقليمية، وردع عدو محتمل عن العدوان على الاتحاد الروسي أو حلفائه.

 

جوهر الردع النووي

ويعدُّ الاتحاد الروسي الأسلحةَ النووية، على وجه الحصر، "وسيلةً للردع"، ويعدُّ استخدامها تدبيرًا متطرفًا وقسريًا. كما أنه يبذل، بحسب مرسوم الرئيس، كل الجهود اللازمة للحد من التهديد النووي، ومنع تفاقم العلاقات بين الدول التي يمكن أن تثير صراعات عسكرية، بما في ذلك الصراعات النووية.

 

ويمارس الاتحاد الروسي الردع النووي ضد دول منفردة، أو ضد تحالفات عسكرية تعدُّ الاتحاد الروسي عدوًّا محتملًا. ويهدف الردع إلى ضمان أن يكون الخصم المحتمل على دراية تامة بـ"حتمية الانتقام" في حالة العدوان على الاتحاد الروسي أو حلفائه. ويتم ضمان الردع من خلال وجود قوات جاهزة للقتال، ووسائل قادرة على استخدام الأسلحة النووية من أجل إحداث ضرر "غير مقبول" لعدو محتمل في أي حالة.

 

أما بالنسبة إلى توقيت استخدام الردع، فيتم تنفيذه "بصورة مستمرة" في أيام السلم، وفي أثناء التهديد المباشر بالعدوان، وفي زمن الحرب، وصولًا إلى بداية استخدام الأسلحة النووية.

 

المخاطر العسكرية على روسيا

المخاطر العسكرية الرئيسة، التي قد تتطور إلى تهديدات بالعدوان على الاتحاد الروسي، تتلخص في أربع نقاط. الأولى قيام "عدو محتمل" في الأراضي والمناطق البحرية المتاخمة للاتحاد الروسي وحلفائه، بنشر مجموعات ذات مهمّات عامة، قد تشمل وسائل إيصال الأسلحة النووية. ثانيًا، قيام دول، تعدّ الاتحاد الروسي عدوًا محتملًا، بنشر أنظمة ووسائل الدفاع الصاروخي، وصواريخ مجنَّحة، وباليستية متوسطة المدى أو قصيرة المدى، وأسلحة عالية الدقة غير نووية، وأسلحة تفوق سرعة الصوت، وطائرات مسيرة هجومية، وأسلحة الطاقة الموجهة.

 

ثالثًا، قيام "العدو" بنشر أنظمة دفاع هجومية ومضادة للصواريخ في الفضاء الخارجي، أو حيازة الدول أسلحةً نووية أو أنواعًا أخرى من أسلحة الدمار الشامل، والتي يمكن استخدامها ضد الاتحاد الروسي أو حلفائه. وأخيرًا، نشر الأسلحة النووية ووسائل إيصالها في أراضي الدول غير الحائزة للأسلحة النووية.

 

شروط استخدام النووي

يُتَّخذ قرار استخدام الأسلحة النووية من جانب رئيس الاتحاد الروسي شخصيًا. أمَّا الشروط التي تحدد إمكان استخدامها فهي:

1- تلقي روسيا معلومات موثوقة بشأن إطلاق صواريخ باليستية تجاه أراضي روسيا أو أراضي حلفائها.

2- استخدام أي عدو محتمل أسلحةً نووية أو أنواعًا أخرى من أسلحة الدمار الشامل، والتي تشمل الأسلحة الكيميائية والبيولوجية، وإطلاقها على أراضي الاتحاد الروسي أو حلفائه.

3- تأثير العدو في المنشآت الحكومية أو العسكرية ذات الأهمية القصوى للاتحاد الروسي، والتي سيؤدي تعطيلها إلى تعطيل إجراءات الاستجابة للقوات النووية.

4- عدوان على الاتحاد الروسي، من خلال أسلحة تقليدية، يجعل وجود الدولة ذاته مهدَّدًا.

الجريدة الرسمية