رئيس التحرير
عصام كامل

مصر المحبة

من المفارقات الغريبة التي لا تحدث إلا في مصر مدى الحياة، أنه مهما حاول البعض أن يشعل فتيلة الفتنة بين قطبي الأمة المسيحيين والمسلمين، تجد أن عامة الشعب هو من يتصدى لتلك الأفكار سواء بالمحبة أو بالأفعال لا بالشعارات أو الجمل الرنانة المحفوظة فحسب. ولكن أجمل ما نشر خلال الأيام القليلة الماضية هو فيديو يجمع اثنين من أرق القلوب وأجملهم وأنقاهم، وربما أحسب نفسي محظوظًا كونهم أصدقائي، وهم الأب دوماديوس الراهب والشيخ والداعية أحمد صابر.


فيديو قصير لم يتعد الثلاث دقائق ولم يتكلموا في أي شيء، ولكن كل ما كان في الفيديو هو أنهم يلعبون سويًا مباراة تنس طاولة، ولم يتنافسوا على الفوز بالمباراة ولكنهم فازوا بقلوب كثيرة تعلقت بالفيديو وبالروح المليئة بالمحبة والبهجة في كل لحظة كانت في الفيديو.
لم يتحدثوا عن شعارات المحبة ولكن نفذوا دروسها بطريقة عملية وليس في الفيديو فحسب، بل في كل موقف يجتمعان فيه سويًا، ففي وقت حادث المنيرة الآليم كانوا شبه يوميًا يزورن المصابين سويًا ويخففان عن كاهلهم نفسيًا ومعنويًا، ففي مصر فقط، تجد المسيحيين يحتفلون بأعياد المسلمين بكل محبة ومشاركة في كل المواسم سواء في رمضان أو المولد النبوي أو في عيد الأضحى والفطر أيضًا.

 


وفيها أيضًا تجد القلوب المحبة من المسلمين تحتفل مع المسيحيين ويزينون معهم شجرة الكريسماس ويتصورون معها في جو مليء بالبهجة، لأنها هي مصر التي نبحث عنها، مصر المحبة التى ترفع شعار لا للتعصب، مصر المشاركة التى ترفع شعار لا للتهميش، فالكره دائمًا هو الأسهل، ولكن المحبة في جوهرها هي الأعظم والأقوى، وما دمنا نملك المحبة، لن يستطيع أحد تفريقنا.

الجريدة الرسمية