رئيس التحرير
عصام كامل

مؤتمر اقتصادى.. لماذا؟!

لا أعتقد أن هدف المؤتمر الاقتصادى الذى دعا إلى عقده الرئيس السيسي هو إتاحة الفرصة للحكومة لإقناع أكبر عدد من الخبراء الاقتصاديين ورجال الأعمال بالسياسات الاقتصادية التى تنتهجها والخطط والبرامج الاقتصادية التى تنفذها.. إنما هدف هذا المؤتمر الذى تقرر أن يعقد في الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر هو أن يتاح للحكومة أن تسمع أفكارا ورؤى مختلفة وملاحظات متنوعة تفيدنا في تجاوز الأزمة الاقتصادية التى نمر بها حاليا.

 

لذلك المؤتمر الاقتصادى لا يجب أن يكون مجرد ساحة لدفاع الحكومة عن سياساتها واختياراتها الاقتصادية..  أى أن يستأثر وزراء الحكومة بمعظم الوقت المخصص للمؤتمر وهو ثلاثة أيام، وإنما يتعين أن يكون العكس هوالصحيح، أى أن تمنح الحكومة نفسها فرصة أكبر للاستماع لما يقوله خبراء الإقتصاد ورجال الإعمال المدعوين للمشاركة في هذا المؤتمر ثم دراسته بشكل جاد.

إن الحكومة لديها ساحات كثيرة غير المؤتمر الاقتصادى مثل الإعلام والبرلمان لطرح افكارها والترويج لسياساتها والتصدى للانتقادات التى توجه لها.. لكن المؤتمر الاقتصادى المزمع عقده هو فرصة لها لسماع افكار ورؤى مختلفة، ومناقشتها بشكل جاد ومسئول.. ففى الاقتصاد، مثل السياسة، لا أحد يحتكر الحقيقة أو السبيل الصحيح.. وهناك دوما اختيارات، وكل إختيار له مزاياه وعيوبه أو أثاره الإيجابية وتداعياته السلبية والوقت الملائم له. 

 


ولو نظمت الحكومة هذا المؤتمر الاقتصادى بتلك الروح سوف ينجح هذا المؤتمر وسوف يكون مفيدا جدا لها، أما إذا اعتبرته ساحة فقط للدفاع عن اختباراتها الاقتصادية وللترويج لسياساتها الاقتصادية سوف تكون فائدته محدودة جدا، على غرار ما حدث في بداية حكم مبارك الذى شهد عقد مؤتمر اقتصادى مهم إنتهى دون العمل بتوصياته، وأعتقد أن الحكومة تحتاج فعلا لآن تستفيد الآن من المؤتمر الاقتصادى، لإننا نحتاج أن نواجه الأزمة الاقتصادية معا.

الجريدة الرسمية