رئيس التحرير
عصام كامل

ما حكم المماطلة في سداد الدين؟.. الإفتاء تجيب

الإفتاء
الإفتاء

حكم المماطلة في سداد الدين.. يتساءل كثيرون عن حكم المماطلة في سداد الدين رغم القدرة على السداد.

المماطلة في سداد الدين من الأمور المحرمة شرعًا، حيث جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أن رَسُول اللَّهِ ﷺ، قال: «مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ، وَإِذَا أُتْبِعُ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيٍّ فَلْيَتْبَعْ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَفِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ: «فَلْيَحْتَلْ»، ومعنى الحديث أن مماطلة القادر على سداد الدين إثم.

كما يعتبر الامتناع عن سداد الدين، ورطة للممتنع عن سداده فهو يغرسه في ذنب وإثم عظيم، وعليه أن يسارع لسداد هذا الدين والاستغفار عن الذنب الذي فعله، وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن الامتناع عن سداد الدين أو المماطلة في سداد الدين، هو أمر محرم شرعا، لقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مطل الغني ظلم».

وقالت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، إن رفض سداد الدين، أو المماطلة في سداد الدين مع القدرة على السداد حرام شرعًا.
وأوضحت «البحوث الإسلامية» عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابتها عن سؤال «ما حكم المماطلة في سداد دين مع القدرة على سداده؟»، أن مماطلة القادر على سداد الدين «إثم» وحرام شرعًا.

وأضافت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن المماطلة في سداد الدين، مستشهدة بما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مطل الغني ظلم».

حكم الامتناع عن سداد الدين
 

الشيخ أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء قال ردًا على سائل يقول: ما حكم المماطلة في سداد الديون؟، إن المماطلة في سداد الدين مع القدرة على السداد لا تجوز شرعًا وتعتبر أكلًا لأموال الناس بالباطل.

وأضاف أن أكل أموال الناس بالباطل سيكون صاحبه في ورطة مع الله وذنبه أن يتوب ويستغفر حتى يرد الحق لأصحابه.


ما هو القرض الحسن


من أقرض إنسانا وفرج همه ووسع عليه في تأخير السداد أو العفو عن بعض المال أو مسامحته بالكلية فله ثواب عظيم كما روي في حديث ابن مسعود: من أقرض مسلما مرتين كان كصدقة مرة لو تصدق بأحدهما. وورد في البخاري تجاوز الله عن مذنب كان يتجاوز عن المعسرين. وفي صحيح مسلم: من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه. ويجب على الدائن الصبر وعدم مشاكاة ومقاضاة المدين إذا كان معسرا لا يقدر على السداد لقوله تعالى: «وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ».

حكم السلف وهو ينوي السداد

 ومن أعظم الخطر أن يعتقد المرء أن الاقتراض من الآخرين وسيلة مشروعة للكسب فتراه يحتال ويتظاهر بالحاجة ليحصل على القرض ثم لا يحدث نفسه بالسداد أما من نزلت به نازلة وضاقت عليه السبل فاقترض قرضا ليرفع فاقته وهو يضمر وينوي السداد بنية حسنة ثم عجز عن ذلك فلا يلام شرعا ولا يؤاخذ في الآخرة وقد تكفل الله بسداد دينه.

 قال صلى الله عليه وسلم: من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم المكاتب يريد الأداء والمتزوج يريد العفاف والمجاهد في سبيل الله. إن الدين ذل في النهار وهم في الليل لما فيه من إشغال الذمة والخوف من الموت قبل السداد. 

ورد أن مكاتبا جاء الى علي رضي الله عنه فقال إني قد عجزت عن كتابتي فأعني، قال ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل ثبير دينا أداه الله عنك قال قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك.

الجريدة الرسمية