رئيس التحرير
عصام كامل

أميرة الجزارة.. "جميلة الغربية" تتخلى عن المحاسبة من أجل محل والدها

آميرة الجزارة
آميرة الجزارة

تخطف ناظريك من بعيد وهي واقفة في محل الجزارة ممسكة السكين بقوة، وتعجبك سرعتها المتزنة في تقطيع اللحم وأدائها الرشيق في البيع،وتشعر وكأنها ولدت في هذا المكان ثم تأخذك ابتسامتها في وجه الزبائن لعالم آخر من البهجة إنها "أميرة عاطف" ابنة مدينة المحلة الكبرى في محافظة الغربية التي امتهنت تلك الصنعة عقب ظروف مرض والدها من أجل مساعدته واستمرار فتح باب الرزق للإنفاق على الأسرة.

تخرجت اميرة في كلية التجارة منذ 3 سنوات ولكن مرض والدها المفاجئ دفعها للعمل في مهنة الجزارة والوقوف وسط الرجال والمجتمع صامدة  في وجه الصعاب لكشف لقمة العيش بالحلال وسعيا في تحمل مسئولية مصاريف علاج والدها.

في البداية، تقول صاحبة الـ ٢٤ عاما: لم يكن الأمر سهلًا علي شابة مقبلة على الحياة، بعد تخرجي في كلية التجارة، بأن أعمل في محال للجزارة وبيع اللحوم، عقب مرض والدي من أجل مساعدته واستمرار فتح أبواب الرزق للإنفاق على الأسرة.

وتضيف "آميرة"بعد مرض والدى قررت أن أنتصر على الخوف وغامرت بدخول هذه المهنة الغريبة التي تبدأ العمل بها من الساعه 11 صباحا حتي 8 مساء من بيع اللحوم والتعامل بالود والمحبة مع الزبائن.

وأكدت أنها لم تسلم من الملاحظات السلبية التي لم يكف الكثيرون عن توجيهها لها مع عدم تقبلهم وجودها في هذا المكان على اعتبار أن هذه المهنة مخصصة للرجال فقط ولا تناسبها كأنثى. 

وقالت الفتاة العشرينية: بعض أصدقائي أنهوا علاقتهم بي عندما قررت العمل بالجزارة وكأني وصمة عار خافوا أن يوصموا بها لكن آسرتي جعلتني أتناسى كل هذه الأقاويل ودفعوني بقدر من الحب حتى أعمل على تطوير مهاراتي وقدراتي في المهنة.

وتتحدث عن تعرضها ذات مرة لوعكة صحية قاسية فلم تجد بجوارها إلا زملاءها في مهنة الجزارة يدفعونها إلى الحياة وينتظرون حضورها لتعود لمحلها حتى تغلبت على آلامها وعادت من جديد.

وأضافت اميرة انها آمنت بنفسها وتأكدت أن العمل في مهنة يحتكرها الرجال في مصر سمة فريدة تميزها عن جميع الفتيات وتجعل لها بريقها الخاص وشخصيتها المنفردة، تقول: "خوف شديد كان يحاصرني ربما من المهنة نفسها وربما من رفض الناس لي، لكن مديري تمسك برغبتي في هذا العمل وأخذ يدربني على رائحة التوابل التي يستخدمها في إنتاج اللحم، ثم يقفز معي بالسكين من قطعة لحم إلى أخرى، فمن الفخذ إلى الكبد إلى الكلى ثم إلى الصدر حتى أزال الخلاف والحساسية بيني وبين اللحم".

الجريدة الرسمية