رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

التشاؤم الاقتصادي يتراجع!

قبل أسابيع قليلة مضت كان التشاؤم هو سيد الموقف والمسيطر على كل من يتناول الأوضاع الاقتصادية العالمية، خاصة بالنسبة للدول صاحبة الاقتصاديات الناشئة.. لدرجة أن النغمة التى سادت كانت هى الأسوأ اقتصاديا قادم، وأن الأيام الأشد صعوبة في انتظارنا.. لكن هذه النظرة التشاؤمية بدأت بعض  المنظمات الاقتصادية العالمية تتخلى عنها.

 

هى لم تنتقل إلى التفاؤل بعد، وإنما توقفت فقط عن التشاؤم.. وهذا ما يمكن استنتاجه من أحدث تقديرات لوكالة بلومبرج عن أحوال الاقتصاديات الناشئة.. فبعد أن كانت تتحدث عن اقتراب خطر الإفلاس من نحو عشرة دول ناشئة فإنها تتحدث الآن عن إمكانية تجاوز هذه الدول ذلك، وتجاوز دول أخرى غير الدول العشر الصعوبات الاقتصادية التى واجهتها هذا العام.

 
واستندت الوكالة في تقديراتها الجديدة غير المتشائمة إلى نجاح عدد من الدول الناشئة فى مقدمتها باكستان في الحصول على دعم خليجى ودعم صندوق النقد الدولى أيضا، ونجاح سريلانكا في الحصول على دعم من الهند، وإعفاء الصين نحو ستة عشر دولة افريقية من ديونها، فضلا عن بدء عودة الاستثمارات غير المباشرة أو الأموال الساخنة لأسواق الدول الناشئة رغم استمرار الفيدرالى الأمريكى في رفع أسعار الفائدة.

 
كل ذلك جعل بلومبرج تتوقف عن التوقعات المتشائمة ولكنها لم تنتقل بعد إلى مربع التفاؤل بالنسبة لمصير الاقتصاد العالمى.. ولو صحت هذه التقديرات الجديدة بالنسبة للازمة الاقتصادية العالمية فإن كل التحليلات الخاصة بالتداعيات السياسية للأزمة الاقتصادية العالمية سوف تحتاج لمراجعة من قبل أصحابها الذين رسموا سيناريوهات لأنشطة احتجاجية وتغيرات سياسية في منطقتنا تحديدا ووضعوا لها خريطة سياسية جديدة مثيرة للفزع.

 

 
أما بالنسبة لاقتصادنا فأرجو ألا يغرينا عودة تدفق الأموال الساخنة علينا مجددا أن ننسى الدرس الذى قال وزير المالية أننا تعلمناه وهو عدم الإعتماد على هذه الأموال الساخنة مجددا والإعتماد على الاستثمارات المباشرة، المصرية والأجنبية لزيادة إنتاجنا الذى سوف يقلل من اعتمادنا على الخارج في توفير الغذاء لنا، ويزيد مواردنا المالية من النقد الأجنبي.

Advertisements
الجريدة الرسمية