رئيس التحرير
عصام كامل

هديتنا لوزير السياحة

اختزال الحكايات في سطور يصيغ أحيانا من الحكم ما يقود إلى مساحة نور، وأشهد أنى لم أمسك القول حينها فوقعت في شطط وإسراف من الكلام الذي دعا الوزير إلى طلب لقائي فورا.

أن تقود القلم فهذا احتراف وأن تقودك الحماسة والعاطفة فهي الهواية التي تسقط معها في مستنقع التناقض أو تغييب الحقيقة لصالح لحظة انفعالية تصيب بها قوما فتصبح على ما فعلت من النادمين.


وأصل الحكاية تعود إلى عصر مبارك عندما كتبت مقالا عن فشل وزير السياحة في الوصول بوطن في حجم مصر إلى ما ترضاها من كعكة السياحة عالميا وإقليميا، وقد استخدمت من الألفاظ ما يخرج عن الأدب انفعالا رخيصا وحماسة أعيتنى وأعيت الوزير المقصود في ذلك الوقت فطلب الرجل لقائى بمكتبه فذهبت واهما إن حججي ومنطقى سيغلب الوزير.

مسئولية الوزير


فتحت السكرتيرة مكتب الوزير الذي بدا عصبي المزاج، يمسك بسيجار من النوع الفخم وينظر إلى سحنتى بكثير من الامتعاض وشييء من الاستهانة، لم انطق ببنت شفة عندما ناولني أول لكمة، كانت مفاجئة وسريعة وخاطفة هل تعتقد أني وزير السياحة؟ سألنى الوزير.. هممت بالرد غير أنه قتل العبارة في فمى قائلا: أنا شرابة خٌرج.. أنا ولا حاجة.. أنا أدير وزارة ليست تحت يدي.


أردت أن أخفض من صوتى لعلي أخرج به من انفعاله غير أنه لم يسمح بذلك، وأكمل قائلا هل أنا المسئول عن أرصفة احتلتها جحافل الباعة الجائلين؟ هل أنا مسئول المحافظات الذي لم ينشئ حماما عموميا واحدا يكفى حاجة المواطن والسائح؟ هل أنا سائق التاكسي النصاب الذي يكذب ويحتال على السائح؟ هل أنا المسئول البيئي الذي ترك التلوث ينهش في مدننا؟ هل أنا المحليات التي تترك القمامة حتى تصبح أهرامات تضاهي خوفو في حجمها؟ 

 

هل أنا المواطن الذي يتحرش بالنظرة الفاحصة على أجساد السائحات في الشوارع؟ هل أنا مسئول المرور الذي يترك الناس تتقافز في الشوارع رغبة منها في الانتقال من ناحية إلى أخرى في كل شارع؟.. إلخ.
 

 

لم يتوقف الوزير وأنا أكاد أعتذر عن قصور فهمى لمسئولياته وأكمل الرجل منظومة المسئولية التي لا يد له فيها.. لا ناقة له فعلا ولا جمل.. هو مجرد مسئول شرفى كل حدود مزاراته في أيدى أخرى عابثة.
الواقعة مهداة إلى وزير السياحة الجديد السيد أحمد عيسى وأسأله: كيف ستدير كل هذه المؤسسات والوزارات وهي ليست طوع يدك؟

الجريدة الرسمية