رئيس التحرير
عصام كامل

أصفار مصطفى النحاس

مع تعيين عبد الرحمن باشا عزام كأول أمين لجامعة الدول العربية عندما كان عدد أعضاء الجامعة لا يزيد عن سبعة دول، معظم تلك الدول التي انضوت في الجامعة العربية كان يرزح تحت نير الاستعمار الغربي، كان التيار القومي في تلك المرحلة من أربعينيات القرن الماضي على أشده في الوطن العربي والثورات والانتفاضات ضد المستعمر لا تنقطع، تم إعلان الجامعة العربية عقب الحرب العالمية الثانية وتم عين عبد الرحمن باشا عزام أول أمين عام الجامعة العربية..

توجه عبد الرحمن باشا عزام  إلى مصطفى باشا النحاس الزعيم خالد الذكر كى يزف إليه تلك البشري بالتئام أول اجتماع للدول المشاركة فى أول اجتماع للدول العربية، وفوجئ عبد الرحمن عزام أن مصطفى النحاس لم يكن متحمسا لهذا الاجتماع بل قال له بنوع من السخرية: صفر زائد صفر يساوي كام يا عزام.

 
كان مصطفى النحاس سابقا لعصره عندما تنبأ منذ أكثر من ٧٥ عاما أن الدول العربية مجرد ردود أفعال لا تثمن ولا تغنى من جوع وأن تلك الدول أصفار لا تجرؤ على اتخاذ المواقف الصعبة والقوية عندما يلوح أى خطر يهدد الأمن القومي العربي. 

توالت السنوات وإزداد عدد أعضاء جامعة الدول العربية وتفاقمت المخاطر التى تهدد الأمن القومي العربي من التوسع الصهيوني في فلسطين والعبث بالمقدسات الإسلامية والمسيحية وغزو العراق والتدخل الإيراني التركى السافر في شئون أكثر من دولة عربية إلى حد سطو إيران على مياه العراق ومقدراته وسطو تركيا على مياه سوريا ومقدراتها بل ومدنها والتدخل الإيراني في اليمن ولبنان والتركي في ليبيا وسوريا.

 ومازالت الجامعة العربية غير فاعلة يكتفى أمينها العام الواحد تلو الأخر ببيانات الشجب والإدانة والمناشدة حتى تحول مبنى الجامعة العربية نفسه لمكان غير ذات قيمة بعد أن أضحت اجتماعات الدول العربية مجرد طق حنك ومكلمة وتسابق فى الشجب والإدانة دون القدرة على اتخاذ أي فعل تجاه المخاطر التى تهدد الأمة العربية في صميم وجودها، 
مازال تقييم النحاس الرجل الذي قرأ المستقبل منذ سنوات طوال هو عنوان العمل العربي الجماعى، ومازالت نظرية الأصفار العاجزة مهيمنة على الموقف العربي حتى إشعار آخر.

الجريدة الرسمية