رئيس التحرير
عصام كامل

دعوات الانحلال وهدم الأسرة منذ 1994

الهجمات المتتالية والمتعاقبة على الكيان الأسرى في مصر والعالم العربى من ثلة محددة معروفة فى المحيط العربى، ما هي إلا تفعيل لتوصيات قديمة، مدفوعة الأجر،  ظهرت تحديدا في منتصف العقد الأخير من القرن العشرين، أى في عام 1994، حينما اعترض الراحل الوقور، الشيخ جاد الحق على جاد الحق، شيخ الأزهر حينها، على توصيات المؤتمر الدولى للسكان والتنمية، والذى تم إختيار القاهرة تحديدا لكى تنتشر منه كافة السموم المنوط بها إهلاك الأسرة العربية والمسلمة خصيصا، كحائط صد أخير ومنيع ضد قيم العولمة والرأسمالية والغزو الثقافى.

 

الجنس خارج الزواج

كان من ضمن توصيات المؤتمر ضمان حقوق المراهقات والمراهقين فى ممارسة جنس آمن، دون أمراض، خارج مؤسسة الزواج، وتسهيل ذلك لهم دون أدنى مؤاخذة أو لوم إجتماعى أو قانونى، والمساواة الكاملة فى حقوق الجنسين بغض النظر عن الاعتبارات الثقافية أو الدينية أو حتى البيولوجية، مما كان يوحى صراحة بحقوق الشواذ من الجنسين وتطبيع المجتمع على قبول ذلك تدريجيا حتى نصل لما نحن فيه الآن من تبجح وانحلال علنى ممول يقوم به شخصيات تم تلميعها إعلاميا من خلال الميديا واسعة الإنتشار، ومن خلال برامج صناعة النجوم.

 

المساكنة بدلا من الزواج

بالقطع لفظ المساكنة هو تجميل لغوى وضيع لجريمة الزنا الفاحشة والتى نمقتها كمصريين، مسيحيين ومسلمين، وتلاحظ في مواقع التواصل خروج، بل إستدعاء نكرات لا قيمة لهم سوى أنهم يوما كانوا يقفون على مسرح فى ملهى ليلى أو برنامج فى قناة شبه إباحية ليدعوا صراحة إلى رفض الزواج وإنكاره وجعل الجنس هدفا أسمى لهم ولمتابعيهم..

 

وهذا يستقطب كثيرا من المراهقين الذين شبوا على تحجيم الدين إعلاميا وحياتيا، فيجد صدى لديهم، خاصة إن كانت القدوة هذه الأيام لمن يملك المال والشهرة، وهؤلاء تم تمكينهم من الإثنين معا بكل سهولة ويسر لأدوار مرسومة لهم.. لاحظ أن تلك المقولات الماجنة ترددت على ألسنة مخرجات ومخرجين وممثلات وراقصين ومغنيين، بل وعلى ألسنة العاطلين ممن يشيعون الفاحشة ويحبون أن تشيع، وتكرر هذه الحلقات سنويا على الإفطار فى رمضان!

 

رسالة خبيثة

عندما يصبح الفاجر سوبر ستار كان هذا عنوان مقال كتبته منذ سنوات على منصة فيتو المحترمة، وكنت أعنى به إستضافة وتلميع أحد المجرمين فى برنامج رمضانى شهير يقوم على خلق مقلب مصطنع لأحد النجوم، وكان النجم فى هذه المرة شاب مكانه المفترض السجن المشدد، لأنه لا يملك شيئا إلا مكالمات جنسية إباحية فذرة مع فتيات، نشرها على صفحته بكل تبجح ووقاحة.

 

فكان التكريم فى برنامج هذا الممثل هو الجزاء وليس سجنه وسجن من إستضافه.. تخيل أن هذا صار قدوة ومثال يتم الدفع له ليطل على الصائمين في شهر القرآن، أى رسالة خبيثة تكمن وراء تلك الإستضافة مدفوعة الأجر الكبير لهذا المنحل!

 

الرضاعة والتمويل الرأسمالى

ثم كانت الدعوات المتتالية من بعض النساء المنجمات على صفحات التواصل وفى بعض القنوات، لدعوة المرأة للنشوز صراحة وأخذ أجر عن رعايتها المنطقية والطبيعية لأطفالها ولبيتها ولزوجها، إحدى الداعيات لذلك، حققت ثروات ضخمة من خدش حياء المجتمع تحت ستار الثقافة الجنسية، والأخريات لهم صلات بمؤسسات مدنية كل همها حقوق الجنس والمرأة العازبة التى من حقها الإنجاب دون زواج، إتحدن جميعا لهدم الأسر المصرية والدعوة صراحة للرضاعة الصناعية حتى تزدهر تجارة اللبن الصناعى للأطفال وتحقيق أرباح فلكية.

 

 

والهدف نبيل طبعا، الحفاظ على شكل ثدى المرأة وجماله ورونقه أمام الناس، قيل هذا بالنص من قبل إحداهن على صفحتها على مواقع التواصل، والحفاظ على حقوق المرأة من غدر الرجل، وكأن العلاقة الزوجية حرب لا بد فيها من منهزم ومنتصر، وكأن المرأة أمى وأختى وزوجتى وإبنتى أجيرة وخادمة، وليست تاج رؤوس الأسر المحترمة، لكن يبدو أنهن لا يعرفن هذا الإحترام وتلك القيم، والهدف الأسمى معروف لهؤلاء وهو هدم الأسرة المصرية والعربية، وللأسف نجحن بدرجة ما ولكن لابد من الوقوف في وجوههن.

fotuheng@gmail.com

الجريدة الرسمية