رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هل يرجع البشر إلى رشدهم قبل فوات الأوان!

إذا كان الله سبحانه قد جعل حرية الاختيار في طاعته منهجًا فلماذا ضاقت صدور البعض بالاختلاف والتسامح حتى بين أصحاب الدين الواحد والوطن الواحد، وضيق بعضهم الخناق على بعض، وجنح عشاق الخراب والدمار ومن يخلقون الصراعات ويديرون الحروب والفتن والمؤامرات، رافضين مبدأ التقارب والتعارف والتعاون والتسامح؛ وفضلوا إثارة نعرات التعصب ودعوات التعصب على أسس ضيقة تارة للعرق واللون وتارة للدين والمذهب وتارة للحزب والتوجه السياسي وهو ما جعل البشرية شيعًا وأحزابًا يأكل بعضهم بعضًا ويستبيح بعضهم حرمات بعض حتى عمتهم الأوبئة الواحد تلو الآخر.. 

 

فهذا وباء كورونا بمتحوراته التي لا تتوقف، وذاك جدري القرود، وأعلنت الطبيعة عن فورانها وغضبها مما يصنع الإنسان بأخيه الإنسان، واشتد تغير المناخ والجفاف والتصحر بصورة تهدد الحياة على ظهر هذا الكوكب وصدق الله تعالى حين قال: "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ".. فهل يرجع البشر و يثوبوا إلى رشدهم قبل فوات الأوان؟!


ما نراه اليوم من حروب تأكل الأخضر واليابس وتهدد بوقوع مجاعات في مناطق شتى من هذا العالم على خلفية ما يجري من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التي تهدم ما تحقق للعالم من استقرار والتئام بعد انقشاع غبار الحرب العالمية بموجتيها وما تلاها من حرب باردة واستقطاب لا يزال يتحين الفرصة للظهور بصور مختلفة لخلق نظام عالمي جديد لا نعلم إلام سينتهي ومن سيكون ضحاياه.. وكيف سيكون مستقبل الإنسان؟!

ما نرجوه أن تضع الحرب الدائرة الآن أوزارها، حتى لا يدفع المستضعفون في الأرض فاتورة لا يطيقونها في ظل ما نراه من غياب للعدالة الدولية تجسد في مواقف كثيرة لعل أهمها ما رأيناه في أزمة كورونا من ظلم في توزيع اللقاحات، وما نراه في أزمة المناخ التي تسببت فيها القوى الصناعية الكبرى ويدفع ثمنها الدول الفقيرة والنامية التي لا تملك درء المفاسد عن نفسها.

Advertisements
الجريدة الرسمية