رئيس التحرير
عصام كامل

بعد واقعة مسجد المنوفية.. الشعراوي يوضح حكم الاستعانة بالراديو في خطبة الجمعة | فيديو

الشيخ محمد متولي
الشيخ محمد متولي الشعراوي

حالة من الجدل شهدتها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، وذلك بعد واقعة صلاة مرتادي مسجد عزبة سامي عقيل التابعة لقرية الشهيد فكري بمركز بركة السبع التابع لمحافظة المنوفية، صلاة الجمعة مستمعين للخطبة عبر إذاعة القرآن الكريم لعدم وجود خطيب بالمسجد.

وعقب انتهاء الخطبة بإذاعة القرآن الكريم، وإعلان الخطيب إقامة الصلاة، تقدم أحد الأهالى وأَمَّ المصلين. 

وفي فيديو قديم للشيخ محمد متولي الشعراوي تحدث عن حكم الشرع في أن يقوم إمام المسجد بتشغل خطبة الجمعة عبر الراديو عوضًا عن خطبة الجمعة العادية، وذلك خلال برنامج "لقاء الإيمان".

وجاء رد الشيخ "الشعراوي" كالتالي: "خطبة الجمعة ليست شرطًا لصحة الصلاة، وأحيانًا يذهب المصلِّي إلى المسجد بعد نهاية الخطبة ويصلي مع الجماعة، خطبة الجمعة من الراديو لا تجوز على أن تحسب خطبة جمعة، والتي يجب أن تكون في شكل محاثة".

وتحدث "الشعراوي" خلال اللقاء عن أقل عدد تصح به صلاة الجمعة، مشيرًا إلى أنه ما زاد عن اثنين وذلك على مذهب أبي حنيفة، لكن الإمام الشافعى أقر أن أقل عدد هو أربعين مرجًحا قول الإمام أبي حنيفة.

الإفتاء توضح حكم صلاة الجمعة خلف الإذاعة

وفي هذا السياق تلقت دار الإفتاء سؤالًا يقول فيه صاحبه "هل تجوز صلاة الجمعة بالاستماع لخطبتَي الجمعة المذاعتين بالراديو والصلاة خلف إمام مسجد القرية؟" وجاء رد الدار على هذا السؤال كالتالي:

نفيد بأن الظاهر من السؤال أن المراد إلغاء خطبتَي الجمعة من مسجد القرية اكتفاء بالخطبتين المذاعتين من القاهرة، وذلك بوضع راديو في المسجد عقب الأذان يستمع له الزائرون، وبعد انتهائهم من سماعها يؤمهم الإمام ولا يخطبهم، والنتيجة إلغاء الخطب في المساجد اكتفاء بخطبة واحدة يلقيها أحد الأئمة في المسجد الذي تذيع منه الإذاعة اللاسلكية.

 

حكم أداء صلاة الجمعة من الإذاعة 

وللإجابة عن هذا السؤال يتعين الرجوع إلى آراء الفقهاء في ذلك، وقد اشترطوا لصحة صلاة الجمعة أن يسبقها خطبتان أو خطبة واحدة على الأقل، ولا يعلم مخالف في ذلك سوى الحسن الذي قال: تجزئ صلاة الإمام خطب أو لم يخطب لأنها عنده صلاة عيد، فلا تشترط لصحتها الخطبة كصلاة عيد الأضحى.

وهذا القول لا سند له من عمل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعمل المسلمين بعده؛ فقد كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يخطب خطبتَي الجمعة ثم يصلي بالناس، ويقول صلى الله عليه وآله وسلم: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» رواه البيهقي في "سننه". ولذلك اشترط الفقهاء أن يتولاهما من يتولى الصلاة اقتداء بفعل الرسول، ولأن الخطبة أقيمت مقام ركعتين، فهي جزء من صلاة الجمعة أو كالجزء.

ومن أجاز من الفقهاء أن يتولى الإمامة غير من يخطب اعتبر ذلك من باب الاستخلاف، وهو جائز بعذر وبغير عذر حسب اختلاف المذاهب، وما دام الفقهاء قد اشترطوا لصحة صلاة الجمعة أن يسبقها خطبتان يتولاهما الإمام أو غيره عنه بإذنه بطريق الاستخلاف، فإن الخطبة المذاعة من الراديو لا تحقق هذا المعنى.

حكم إلغاء خطبة الجمعة  

ولذلك يكون إلغاء الخطبة في المساجد اكتفاء بالاستماع إلى الخطبة المذاعة غير جائز شرعًا، وفضلًا عن ذلك فإن الأصل أن تختلف الخطب باختلاف الأقاليم، وباختلاف جمهور المصلين، وأن تتناول ما تمس الحاجة إليه من حوادث وأخلاق وتهذيب.

وما يحتاج إليه جمهور الزراع يغاير ما يحتاج إليه جمهور الصناع، وهكذا، ولا يحقق الغرض من الخطب على الوجه الأكمل إلا أن يقوم كل إمام في مسجده بهذا الواجب، وإذا كان بعض الأئمة لا يحسنون القيام بواجباتهم أو لا يقدرون عليه، فإن بيد وزارة الأوقاف القائمة على شئون المساجد علاج هذه الحالة. وبهذا علم الجواب على السؤال.

الجريدة الرسمية