رئيس التحرير
عصام كامل

بخلع الضرس

شاهدت حلقة برنامج نظرة المذاع على قناة صدى البلد للإعلامي حمدي رزق، والذى استضاف فيها الدكتورة فوزية العشماوي، أستاذ الحضارة الإسلامية بجامعة جنيف، وأثارت الأكاديمية الفاضلة نقطة هامة، ألا وهى أن قانون رؤية الأطفال به الكثير من الإجحاف للزوج، والحرمان من ممارسة حقه الطبيعي في الأبوة.

 

يُحدد موعد للاب لرؤية أولاده، بعد أن ينال هذا الموعد بــ"خلع الضرس" كما يقولون، ثم يتم توقيت ساعات معينة فى أحد مراكز الشباب غالبا، كي يغترف الأب من احتياجه وشوقه إلى أولاده، إلا أن الاشباع الإنساني المنشود لا يحدث، بل يزداد وجع الفراق أكثر وأكثر.

ضحايا الانفصال

يتعامل الزوجان، إلا من رحم ربي، على أن الطلاق والإنفصال، بمثابة إعلان حرب، يشحذ فيها الطرفان الهمم للانتقام، من أجل تنكيل كليهما بالآخر، مستخدمين سلاح الأطفال فى تحقيق هذا الانتقام المنشود، ولا يدريان أن تلك اللحظات المؤلمة، لا تُمحى من ذاكرة الصغار، مهما بلغوا واشتد عودهم.

 

لا يمحى أبدا من ذاكرة ضحايا الانفصال، وهم يسحبون من اذرعتهم من حضن أبيهم بعد ساعات خاطفة معدودة، امتثالا لرغبة أم فى التنكيل بزوجها السابق. ولست هنا فى محل الانحياز إلى الزوج مطلقا، فهناك من لا يستحق لقب الأبوة أو حتى نيل شرفها من الأساس، ولكننى ضد استخدام الأطفال، فى تلك الحرب الضروس، التي لا يخرج منها خاسرا سوى براعم، نشأت على افتقاد دفء الأسرة، والاكتمال بين أبوين متفاهمين، حتى ولو كانا منفصلين.

 

راقنى قول الدكتورة فوزية العشماوي، إن كثير من الأزواج والزوجات في الغرب يحتفلون سويا بمناسبات أولادهم مثل أعياد ميلاد الصغار ومناسبات التفوق الدراسي، بلا أى ضغينة أو كراهية، مؤمنين بهذا الحق الأصيل، وأن صغارهم ليسوا أدوات للقهر النفسي والانتقام، وإنما هم هدية من السماء عليهم أن يحافظوا عليها بحسن الرعاية والتنشئة السوية.

 

 

ربما نحتاج إلى مناشدة السيد المشرع بتعديل قانون الرؤية، بما يضمن عدم استغلال الأطفال فى تحقيق المآرب الانتقامية بين الزوجين، مع وضع الضمانات اللازمة لعدم ايذائهم نفسيا، إذا حدث وحاول أحد أحد الطرفين إبعادهم قسرا عن الآخر. الطلاق ليس نهاية العالم، ويحدث فى كل المجتمعات كما يقولون بمنتهى "الشياكة"، مع احتفاظ الوالدين بصداقة تضمن أن يكملا سويا مشوار الصغار. فهلا تغاضينا عن العداء المطلق، كي تعبر مركب الأولاد بسلام دون المرور بأمواج الحقد والكراهية، أتمنى. 

الجريدة الرسمية