رئيس التحرير
عصام كامل

إلى جمعية رسالة: شفافية أم تدليس!


الخير ما أجمله، والأجمل منه العاملون عليه، فهؤلاء اقتطعوا من أوقاتهم وأموالهم من أجل المساهمة في تحسين أحوال غيرهم من المعدمين والمرضي وذوي الحاجة


يشتغل في مجالات الخير بمصر العديد والعديد من الجمعيات الخيرية بأسماء مختلفة وبأعمال أكثر اختلافا.

وما تردد في الفترة الأخيرة عن فساد بعض الجمعيات بعلاقتها بالإخوان أخاف أن يكون البذرة الأولى لينال كافة الجمعيات العاملة بمصر ويتسبب بالتالي في انتهاء العمل المجتمعي الجميل الخادم للفقراء.. ونأخذ جمعية "رسالة" بالتحديد كمثال.

جمعية رسالة من الجميعات القوية والمنتشرة في مصر والتي تحصل على حصة من أموال الزكاة والتبرعات في مصر تتراوح ما بين 2.5 مليار إلى 3.5 مليارات سنويا خاصة بعد قيامهما بحملات جمع التبرعات والزكاة أيضا.

في تقرير لمركز صالح كامل لدراسات الاقتصاد الإسلامي حدد المركز نسبة الأجور للعاملين في الجمعيات الخيرية في مصر بنسبة 12.5% من إجمالي الإيرادات وهي نسبة مرتفعة جدا جدا والتي تعني في حالة جمعية رسالة أن هناك مبلغا وقدره 437.5 مليون جنيه مصري يتم دفعه كرواتب لإدارة الجمعية وللعاملين بها.

وأضاف التقرير أن نسبة مصروفات الإعلانات التي تقوم بها الجمعيات يبلغ 11% من نسبة الإيرادات وفي حالتنا تلك وهي جمعية رسالة فإن الجمعية تنفق مبلغ وقدره 380 مليون جنيه سنوي على الإعلانات.. مما يعني أن جمعية رسالة تجمع مبلغ 3.5 مليارات جنيه تنفق منة كمصروفات مبلغ 817 مليون جنيه!!

وهذا المبلغ ببساطة لا يذهب للفقراء بل ينفق على مقار للجمعية والذي يبلغ عدد المقار 65 مقرا بأرقى الأماكن في كل المدن والمحافظات وعلى أجور العاملين والدعاية اللازمة لجمع الأموال وهنا مشكلة حقيقية.

وكانت هناك حجة لطيفة للقائمين على جمعية رسالة أن الإعلانات عبارة عن تبرعات من أصحاب القنوات؟ والتي ثبت كذبها حيث أن الإعلانات انتقلت لجوجل نفسه ولليوتيوب مما يجعلنا نسأل هل جوجل يدفع زكاة مال أيضا!!

جمعية رسالة انتقلت من منطقة جمع التبرعات اللازمة للجمعية لمنطقة جمع الزكاة "ومن يسأل عن الفرق فأجيبه أن الفرق شاسع وكبير جدا "فالتبرع شيء غير ملزم يقوم الشخص بدفعه كيفما يريد وفي أي مكان يقرر" بعكس الزكاة.. فهي فريضة على المسلمين يدفعونها سنويا للفقراء.. طبقا للشرع وبالتالي الشخص الذي يدفع الزكاة لأي جمعية كانت هل يعلم أن أموال تدخل في تلك الدورة من دفع أجور الأماكن؟ هل يعلم أن أمواله يتم اقتطاع مبلغ منها لتدخل في دائرة الإعلانات.. الشفافية مطلوبة".

وهل يعلم القائمون على جمعية رسالة أن هناك مصارف شرعية فقط لأموال الزكاة لا يمكن استخدامها في غير مصارفها المحددة طبقا للشرع وأن أموال الزكاة ليس مثل التبرعات؟

بمعني الأموال التي يدفعها المواطنون للجمعية هل يدفعونها كتبرع أم كزكاة؟؟

وهل تعلم عزيزي القارئ أن الأزهر نفسه به حساب لجمع الزكاة وحساب آخر لجمع التبرعات؟

وهل تعلم لماذا فصل الأزهر بين الحسابين؟ ولم يكتف بحساب واحد كما تفعل كافة الجمعيات في مصر!! رقم حساب زكاة الأزهر 800800 ورقم حساب تبرعات الأزهر 900900 وهذا فقط للتأكيد.

أنا لن أتطرق إلى الشبهات التي تطال جمعية رسالة من انتماء رئيسها شريف عبد العظيم للإخوان وأن 60% من العاملين بها من الإخوان وعليه فإن 60% من رواتب العاملين تذهب للإخوان والمقرات يسكنها 60% من الإخوان وهكذا دورة متتالية من الاقتصاد الإخواني المستتر بمبلغ 260 مليون من أموال الشعب المصري.

بعد الحملة التي شنها النشطاء بداية الأسبوع الماضي والتي بدأت بسبب ترديد أنباء عن أن الجمعية تقوم بإرسال وجبات للمعتصمين برابعة العدوية وتبعها إظهار حكم للمحكمة حول قيام نفس الرئيس بتزوير توقيع لأحد العاملين لديه عام 2010 وتم الحكم عليه بالسجن شهرا في القضية رقم 1942/2010 " وذلك ما يطعن في نزاهته وكان عليه الرد ولم يحدث.. وتلي ذلك خبر توقيفه من السفر للخارج على يد المستشار عبدالمجيد محمود، بسبب مخالفات مالية، ثم بعد ذلك خرجت الجمعية لتعلن أنه حدث خطأ وتم تداركه في حينها؟

إلا أن الجمعية للآن لم ترد على كل الإحصاءات المالية الخاصة بالجمعية بالإضافة للمخالفات الشرعية الخاصة بخلط مال الزكاة بمال التبرع..

وها هي الحملة تضيف شعارا آخر لها بكل إعلاناتها أن رسالة لا ولن ولم تنتم لأي فصيل سياسي؟ رغم أن رئيس جمعية رسالة نفسه خرج على الملأ في فيديو يعلن دعمه لأبوالفتوح ويطلب من الجميع دعمه!!
الجريدة الرسمية