رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

كيف فضحت أمريكا علاقة طالبان بالقاعدة وتخلصت من الظواهري في ضربة واحدة؟

أيمن الظواهري
أيمن الظواهري

بضربة واحدة أرادت أمريكا تأكيد سيادتها الاستخبارية على كل بقاع العالم، للدرجة التي جعلتها تخترق دهاليز منطقة ضبابية يسودها الشك والتخويف والانغلاق، واستطاعت فضح علاقة طالبان بالقاعدة التي أنكرتها طويلا.

 

ويبدوا أن الحركة توهمت أنها تملكت أفغانستان وأصبح بإمكانها إخراج رموز القاعدة من جحورهم وتعويضهم عما مضى، لدرجة تكريم أيمن الظواهري زعيم التنظيم ومنحه إقامة في أرقى وأفخم شوارع العاصمة وعلى مرأى ومسمع من الأوساط الدبلوماسية والسياسية، وهو الفخ الذي وقعت فيه فطارت رأس زعيم القاعدة، وضاعفت من التضييق على أفغانستان دوليا، ووضعها في مرمى الشك والعزلة أكثر مما كانت عليه.

 

طالبان والقاعدة

 

كررت طالبان كثيرا وخاصة خلال العام الماضي بعد تسلمها السلطة التأكيد على أنها قطعت علاقاتها مع تنظيم القاعدة، وهو الرد الذي رفضته البلدان المعادية للتطبيع مع التطرف وأعتى المؤسسات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة. 

 

في تقريرها الصادر 19 يوليو الماضي ـ قبل 14 يوم فقط من اغتيال الظواهري ـ أكدت الأمم المتحدة أن زعيم تنظيم القاعدة مازالت تربطه علاقات وثيقة وقوية مع طالبان، لكن الحركة نفت ذلك بشدة. 

 

تقرير الأمم المتحدة أوضح أن تحالف شبكة القاعدة مع طالبان ما زال قويًا، وجاء في تفاصيل التقرير الذي نشرته على الدول الأعضاء أن قيادات القاعدة ما زالوا في جنوب وشرق أفغانستان، الحواضن التاريخية للتنظيم. 

 

أمريكا تعرف كل شيء 

 

لم تكن أمريكا بعيدة عن تقارير الأمم المتحدة، بل كانت تعرف جيدا أن وصول طالبان إلى السلطة في أفغانستان زاد من رفاهية أيمن الظواهري، الذي انخدع على ما يبدو بنصر طالبان، وخرج للعلن وأصبح يركز على تقوية علاقات تنظيمه بطالبان، استعدادا للخروج بفكر جديد يستطيع تنفيذ ما يريد دون توريط القاعدة في صراع دولي كما حدث من قبل. 

 

من ناحيتها، كانت طالبان تريد العمل بمنهجية مختلفة، إذ كثفت من مراقبتها للقاعدة لكن أرادت في الوقت نفسه تكريم كبارها وعلى رأسهم الظواهري، حيث تربطهم علاقاتهم أيدلوجية ومشروع متقارب للغاية، ولهذا دبرت للظواهري تكريم يليق برأس تنظيم عالمي في الحي الدبلوماسي أرقى أحياء العاصمة وأكثرها نفوذها على المستوى السياسي والاقتصادي. 

 

اعتقدت طالبان دائما على قوتها في إغلاق حنفيات تسريب المعلومة للخارج بعد أن نشرت عناصرها الاستخباراتية في كل مكان، وتتبعت فلول النظام السابق، وحددت حركة القوات الأجنبية، ولهذا ظهر المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد ينفي مرارا وبكل ثقة التقارير الدولة واتهامات الأمم المتحدة وشكك في وثيقة الإدعاء وتحدى قدرتها على إثبات اتهاماتها. 

 

الدليل موجود 

 

بعد نحو أسبوعين فقط قدمت أمريكا وثيقة إثبات التواصل مع طالبان باستهداف أكبر رأس للقاعدة في غارة بطائرة دون طيار على بعد بضعة كيلومترات من مكتب مجاهد نفسه، لتتعرى طالبان بعلاقاتها المشبوهة مع أعتى التيارات الإرهابية في العالم. 

 

جدير بالذكر أن توقيع اتفاق الدوحة يجبر طالبان على قطع العلاقات مع الجماعات الإرهابية الدولية بما في ذلك القاعدة، وكثيرا ما أظهرت تقارير وزارة الدفاع الأمريكية أن شبكة القاعدة في القارة الهندية تنسق مع حركة طالبان لمهاجمة أهداف غربية وأمريكية في المنطقة، بما يجعل كل الخيارات مفتوحة للتعامل مع طالبان من الغرب والقوى المعادية للتطرف في المنطقة.

Advertisements
الجريدة الرسمية