بين تحية كاريوكا وسعاد حسني وشيرين!!
إلتقط سليمان نجيب بخبرته الخيط من أوله وأدرك أنه أمام موهبة غير عادية تختلف عن كثيرات موجودات علي الساحة الفنية.. وأن تحية كاريوكا سيكون لها شأن مختلف.. وقد كان.. لكنه كان بما ساهم فيه.. وصنعه علي يديه.. من أساتذة في اللغة العربية وفي الاتيكيت وفي الثقافة العامة.. وبعد رحيله بسنوات طويلة تروي تحية كاريوكا للإذاعة المصرية قصة حياتها التي سجلتها في نصف دراما إذاعية لتذكر بالخير صاحب الفضل الذي ظلت سيرته حاضرة عند أي حديث عن حياتها وذكرياتها ومشوارها الذي إقترن بمسيرتها كلها!
بعد سنوات من تفجر موهبة تحية كاريوكا التي قدمت في قمة النضج الفني شباب إمرأة والفتوة وواسلاماه وأم العروسة، تتفجر موهبة أخرى إسمها سعاد حسني.. يحيطها عبد الرحمن الخميسي بكل سبل النجاح والنجومية.. إبراهيم سعفان للغة العربية ومخارج الحروف ثم مشوار تحية كاريوكا كاملا من الاتيكيت وخلافه.. وتمر السنوات ويتسلم صلاح جاهين المسئولية.. ليكون الراعي الأول.. ونجم الحكاية في ليل الفن المظلم أحيانا.. وبوصلة الطريق الصحيح في ظل تغيرات كبري وأحداث جسام لكن تنجو سعاد حسنى العضو الدائم أيضا في سهرات زوجها علي بدرخان التي كانت حلقات لأصدقاء ناصريين ويساريين!
زلة لسان
شيرين عبد الوهاب.. موهبة جبارة وصوت دافئ ظهر في شبه -شبه- حالة عقم فني أو قل تقاعس عن تقديم المواهب بعد أن صارت الفلوس سيدة الموقف.. وطرق أخري أقل وصف لها إنها ملتوية.. ليس هناك سليمان نجيب ولا عبدالرحمن الخميسي ولا صلاح جاهين ولا على بدرخان.. إنما تجار شنطة وسماسرة أراضي مع ثقافة المدبح بكل ما فيها، مع بعض الإعلاميين ممن دفعوا دفعا لتشويه القوي الناعمة المصرية، وآخرون يمتلكون من الحماقة ما يكفي لذبح أي موهبة ليبقي السبق والتريند..
وهكذا استفخخت طرق شيرين وغيرها السنوات العشر الاخيرة.. بين زلة لسان في حفل وزلة أخري في حفل آخر وثالثة في سهرة رابعة في حفل ما وخامسة في خارج البلاد وهكذا.. دون أن يفكر واحد.. واحد فقط في احتواء هذه الموهبة وترويضها وتوجيهها التوجيه الأمثل..ولم يكن الزوج نفسه المؤتمن لسنوات لا بهذه القدرات ولا مؤهلا أصلا لهذا الدور!
ثلاث موهوبات كل منهن إبنة زمانها.. وزمن شيرين قادم من الخلف لم يتوقف حتى الآن.. بكافة الجهود التي تبذل لردعه وتبذل لإستنهاض قوانا الناعمة.. ذلك إن قيما قد تجذرت.. وذلك أن أموالا طائلة تقاوم وقوي عاتية تناطح.. وليس علينا إلا استكمال الطريق.. وتصحيح المشهد كله.. كله!