رئيس التحرير
عصام كامل

علي جمعة: غير المسلم يمنحه الله الخوارق فيمشي على الماء ويطير في الهواء

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

طالب الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، بتمرين الإنسان على مخالفة نفسه فيما تريده، واصفًا تمرين النفس على ذلك بأنه بداية التربية الحقيقية، واستعان بقصة إسلام يهودي المدينة، الذي عُرف بقدرته على معرفة كل ما وراء الحائط، وهو عمل خارق، فلما هم عمر بن الخطاب بقتله فاجأه اليهودي بأنه يعرف ما جاء به، وأسلم اليهودي بشكل غريب، موضحًا أن نفسه رفضت الإسلام فخالفها وأسلم.

الخوارق لغير المسلمين

 وأكد علي جمعة أن الله يمنح غير المسلمين خوارق العادات، بينما يمنح أولياء الله الكرامات، فالعصاة والكفار يمشون على الماء ويطيرون في الهواء. قائلًا: "لو رأيت الرجل يطير في الهواء أو يمشى على الماء فاعرِض أمره على الشرع، فإن وافقه فهو على جادة الطريق، وإن خالفه فهو شيطان". 
وكتب علي جمعة تدوينة على الفيس بوك: "تمرين النفس فيه مقاومة وتعتبر بداية التربية الحقيقية.. أي شيء ترى أن نفسك تريده خالفها فيه.. ويُذكر في الآثار أنهم ذكروا لعمر بن الخطاب- رضي الله عنهم- أحد اليهود في المدينة -قبل أن يُجليهم عن الجزيرة- يُخبر من وراء الكثيف وكأنه لطيف، يعني: يعرف ما وراء الحائط".

قصة إسلام يهودي المدينة

وقال: "فأخذ سيدنا عمر -رضي الله عنهم- السيف وذهب إليه فلما ذهب وطرق الباب، قال اليهودي: علام جئتني تقتلني يا عمر؟ -من وراء الباب عرف أنه عمر وعرف أيضا أنه جاء يقتله- قال له: افتح ولك الأمان. فلما فتح قال له: كيف وصلت إلى هذا؟! قال: ما عُرِض عليّ شيء قط إلا عرضته على نفسي فإن اشتهته أبيته، وإن أبته فعلته، قال له: هذا الذي وصلت إليه من مقاومة نفسك".
وتابع علي جمعة قائلًا: "عندما قاوم نفسه منحه الله خوارق العادات وليس الكرامات، فالكرامات لا تطلق إلا على الأولياء والمؤمنين، خوارق العادات قد تكون لغير المسلمين فهي ليست دليلا على شيء وإنما نعمة من نعم الله مثل الغنى، والبصر.. إلخ".
وقال جمعة: "ممن في الأديِرة أناس يطيرون في الهواء، وفي "التبت" ينظر إليك يقول لك فيما تفكر أو أين كنت بالأمس- هذه نعمة لكنه كفرها أو حَصّلَها كنعم الله كلها، لكنه لم يقم بشكرها، لأن أول الشكر الإيمان فقد يطير في الهواء ويمشي على الماء، لكنه قد يكون كافرا أو عاصيا..".

يطير في الهواء ويمشي على الماء

وأضاف: "لئلا تخدع بمثل هذه الأمور الخوارق؛ فليس هذا دليلا على الولاية، ولا هو لب الدين.. ولا هو أصل طريق الله، وإنما طريق الله: الذكر والتربية والخلوة، في أثناء هذا يمكن أن تطير في الهواء.. لا مانع فنحن نطير بالطيارة.. ماذا حدث؟! ويمكن أن تمشي على الماء برجليك.. وماذا يعني هذا؟ لا شيء.. فأنت تمشي بالسفينة.. فلا داعي لهذا الخبَل الذي يحدث في الدماغ..!"
واستطرد جمعة قائلًا: "سيدنا المرسي أبو العباس سمع ضجة فقال: ما هذا ؟ قالوا: ضبطنا أحد العُبّاد يفعل الفاحشة، ومع امرأة متزوجة، فلما أردنا أن نمسك به، جرى فأخرج منديلا من جيبه وفرشه على الماء ومشي عليه بعيدا، قال:هذا رجل فاسق، قالوا: أفْهِمْنَا ما هذا؟! قال: إن الكريم إذا وهب ما سلب.. ربنا عَرّفه كيف يمشي على الماء فلا يسلبها منه لأنه عصي وزنا وأصبح فاسقا..؛ إذًا فالفاسق يصدر منه الخارقة، والكافر يصدُر منه الخارقة أشد من الفاسق."
وقال "طريق الله ليس هذا، وإنما طريق الله: الذكر والتربية والخلوة أثناء هذا ممكن أن تطير في الهواء، تمشى على الماء، ولذلك قال أهل الله: لو رأيت الرجل يطير في الهواء أو يمشى على الماء فأعرِض أمره على الشرع فإن وافقه فهو علي جادة الطريق، ولكن ليس لأنه طار أو مشي ولكن لأنه وافق الشرع، وإن خالفه فهو شيطان، شيطان طيّره معه في الهواء، فيجب عليك أن تؤمن بالغيب في الشهود...."

اليهودي خالف نفسه فأسلم

وتابع علي جمعة قصة إسلام اليهودي قائلًا: "فسيدنا عمر قال له: أسلم فأنت رجل صالح، لو أسلمت ستكون في مرتبة عالية، ولذلك فإن ربنا -وهو يتكلم عن هؤلاء في القرآن- يقول: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} وهذا إنصاف، ولم يقل "كلهم" بل قال: "ومنهم" وهذا منهم، هذا يدل على أن القرآن من عند الله؛ لأنه مُنصف إنصافا لا يرد على خاطر البشر..".


"فقال له: أعطني ثلاثة أيام أفكر، ثلاثة أيام. ثم جاء وقال له: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، قال له: ماذا حدث؟! قال له: عرضت الإسلام على نفسي فأبت إباءً شديدا فأسلمت!".

واختتم علي جمعة حديثه قائلًا: "إذن..؛ صدق التربية نَجّاه وهذه هي الرياضة.. هذا هو الصدق مع النفس.. وكان سبب إسلامه أنه عرف المفتاح، فلما جاءت في هذه القضية كان منصفا فقد سأل نفسه: لماذا أنت ضد الإسلام؟ العنجهية.. العرقية..الحقد والحسد، كُشِفَ أمام نفسه، فقال: أنا أهرب من كل هذا وإذ بي ملآن في قلبي منه- من الحقد ومن الحسد ومن التفاخر والتعالي.. إلخ- إذن أنا رجل شرير تُبنا إلى الله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فأسلم فنجا... الله.. الله مقصود الكل".
 

الجريدة الرسمية