رئيس التحرير
عصام كامل

عبد السلام النابلسي.. الكوميديان المثقف الذي قتلته الديون.. وفريد الأطرش أكرمه حيا وميتا

عبد السلام النابلسى
عبد السلام النابلسى وعبد الحليم حافظ

نموذج للكوميديا الراقية، درس بالأزهر واتجه إلى الصحافة ومنها إلى المسرح وهو أشهر من قدم دور السنيد للبطل في السينما المصرية حيث كان القاسم المشترك في الأفلام الغنائية خاصة هو الفنان الكوميدى عبد السلام النابلسى الذى لقب بالكونت دى باولور ورحل في مثل هذا اليوم 5 يوليو عام 1968.


ولد عبد السلام النابلسى عام 1899 بقرية عكاز في لبنان، وجاء إلى القاهرة للدراسة بالأزهر الشريف، فحفظ القرآن الكريم، عشق المسرح  فالتحق بفرقة جورج أبيض ثم عزيز عيد، وفى عام 1923 انضم إلى فرقة رمسيس ثم تركها ليعمل صحفيا في مجلة مصر الجديدة ثم اللطائف المصورة، والصباح، وآخر ساعة، والأهرام، ودار الهلال. 

الافلام الاستعراضية الغنائية 

اكتشف عبد السلام النابلسى  صديقه المخرج أحمد جلال وعرف بخفة الظل، وأسند له دورا في أول فيلم مصرى "ليلى"، وأعجبت بفنه عزيزة أمير، فأرسلته على نفقتها إلى باريس لدراسة الإخراج السينمائي، وعاد ليقدم دورا شريرا في فيلم "وخز الضمير" ثم اتجه إلى الأفلام الاستعراضية في الأربعينات فقدم أدوار الشاب الأرستقراطى في دور السنيد.

الفنان عبد السلام النابلسى 

كانت أول بطولة مطلقة لعبد السلام النابلسى الذى رفض تغيير اسمه في فيلم "حلاق السيدات" عام 1962 وهو من إنتاجه، أصبح بعدها القاسم المشترك في أفلام فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ وصباح فقدم "العزيمة، ليلى بنت الريف، الطريق المستقيم، حبيب حياتي، عريس مراتي، الفانوس السحري، حكاية حب، تعالى سلم، ازاى أنساك، عفريتة هانم، لحن حبى، عهد الهوى، بين السماء والأرض..الا ان أشهر أدواره كانت في فيلم شارع الحب مع عبد الحليم حافظ حيث قدم شخصية حسب الله وشخصية مدرب الرقص في فيلم علمونى الحب مع سعد عبد الوهاب 

عبد السلام النابلسى فى دور حسب الله السادس عشر 

وكان آخر أفلامه "قاضي الغرام "عام 1964، بعدها تراكمت عليه الضرائب وأعلن إفلاسه بنك انترا ببيروت، وهدد بالحبس بسبب ديون 13 ألف جنيه فترك القاهرة حزينا وعاد إلى لبنان حتى توفى فقيرا حزينا على ترك مصر التى أحبها، وتكفل الفنان فريد الأطرش بمصاريف جنازته.

عرف عبد السلام النابلسى بالفنان المثقف فكان أديبا وشاعرا بمستوى مقبول ونشرت له كتابات في صحف الأربعينيات والخمسينات قوبلت بالتقدير، كما عرف النابلسى بالأناقة المفرطة وخفة الدم والتي انعكست على أفلامه وكانت سبب نجاحه.

نهاية المشوار 

ظل النابلسى متمتعا بلقب أشهر أعزب، في الوسط الفنى حتى وصل إلى الستين من عمره، ثم تزوج من إحدى معجباته في بيروت وتدعى"جورجيت سبات" إلا أن زواجهما كان دون علم أسرة الفتاه لذلك أرغمته على تطليقها بعد فترة قصيرة من الزواج، واضطر لاختطافها منهم، وعانى عبد السلام النابلسى من مرض القلب أكثر من عشر سنوات، لكنه تعمد إخفاء ذلك المرض عن المنتجين والمخرجين حتى لا يتم استبعاده عن العمل الفنى نظرا لسوء حالته الصحية، وأصر أن يفضل عمله الفني على صحته حتى كان الرحيل.

 

الجريدة الرسمية