رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهاردة.. الحاكم العثماني يسلم الجزائر للاحتلال الفرنسي بعد معارك قاسية

الغزو الفرنسي للجزائر
الغزو الفرنسي للجزائر

في مثل هذا اليوم من عام 1830 سلَّم حاكم الجزائر الداي حسين آخر ولاة العثمانيين مدينة الجزائر للفرنسيين ليبدأ الغزو الفرنسي للمدن الساحلية الأخرى وحقبة طويلة من الاحتلال. 

 

عن الداي حسين 

ولد في مدينة أزمير التركية حوالي عام 1773، كان أبوه ضابطا في سلاح المدفعية ولهذا كان ميالا إلى العمل العسكري، إذ تلقى تكوينا خاصا وبعدها أرسل إلى إسطنبول لمزاولة دراسته في مدرسة خاصة كجندي بسيط.

تدرج في العسكرية من درجة جندي بسيط إلى متخصص في المدفعية وكان على دراية كبيرة بفنون الحرب كما اشتهر منذ صغره بميوله الدينية فكان على قدر كبير من الثقافة الإسلامية. حفظ القرآن والتزام بأحكام الشريعة المحمدية.

سمحت له الظروف بالتجنيد في الحامية العثمانية بالجزائر، ونظرا لتدينه الكبير كان محل احترام السكان وهذا ما أهله أن يكون إماما، إلى أن نصبه الداي عمر باشا أمينا للإيالة وأعطاه إدارة كل أملاك الدولة باعتباره خوجة الخيل وأصبح بعدها عضوا في الديوان.

باشر الداي حسين مهامه في بناء الجزائر من خلال تنظيم الإدارة وإصلاح الجيش خاصة الأسطول البحري حيث بنى دارا لصناعة السفن وزودها بكل الاحتياجات الضرورية، كما عرفت الحياة الاقتصادية تحسنا ملحوظا إلى جانب اهتمامه بالحياة الثقافية والاجتماعية.

 

احتلال الجزائر 

القوة المتنامية للجزائر دفعت الدول الأوروبية للتفكير في ضربها وتحطيم قوتها بعد ضعف الدولة العثمانية  إذ كانت الدولة الأولى المستهدفة في حوض البحر الأبيض المتوسط. 

بدأت ذريعة الاحتلال بما عرف بحادثة المروحة التي دارت في قصر الداي حسين، عندما جاء القنصل الفرنسي بيار دوفال إلى قصر الداي يوم عيد الفطر، وهناك طالب الداي بدفع الديون المقدرة بـ 24 مليون فرنك فرنسي، ثمن مساعدة الجزائر لباريس حين أعلنت الدول الأوروبية حصارا عليها بسبب إعلان الثورة الفرنسية. 

رد القنصل على الداي بطريقة غير لائقة فطرده ولوح بالمروحة، وهنا بعث شارل العاشر بجيشه بحجة استرجاع مكانة وشرف فرنسا. وهذه الذريعة كانت السبب في حصار الجزائر سنة 1828 لمدة 6 أشهر. 

نظم الداي حسين نظم مقاومة شعبية جزائرية ضد فرنسا لمدة 21 يوما لكن لم تفح المقاومة في الدفاع عن العاصمة وسقطت بعد معارك عديدة جرت في الضاحية الغربية للمدينة، ومع ضغط الحصار استسلم الداي حسين ووافق على المنفى، واصطحب معه عائلته إلى نابولي حيث اختار أن يستقر بها.

الجريدة الرسمية