رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهاردة.. صلاح الدين الأيوبي ينتصر على الصليبيين في معركة حطين.. ويحرر القدس

 صلاح الدين الأيوبي
صلاح الدين الأيوبي

في مثل هذا اليوم من عام 1187م - 583هـ، انتصر المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين في معركة حطين الفاصلة بين الصليبيين والمسلمين، والتي وضعت الصليبيين في وضع غير مريح إستراتيجيًّا، كما أسفرت عن تحرير مملكة القدس وتحرير معظم الأراضي التي احتلها الصليبيون.

 

دوافع المعركة 

كان عدد من البلاد الإسلامية والقدس تحديدًا احتُلت من قِبل الصليبيين عام 1099م، وكان الإقطاعيون الصليبيون والفرسان قد نصبَّوا أنفسهم أمراء وملوكًا على تلك المناطق. 

أعلن صلاح الدين فتح باب التطوع في مصر لمحاربة الصليبيين، وأرسل إلى الموصل والجزيرة والشام يطلب منهم دعم الجيش وخرج بعساكره الخاصة وغيرهم من القاهرة وعسكر في دمشق، وعيَّن ابنه "الأفضل" قائدًا للقوات واحتشدت قواته في بصرى، وكانت تضم حوالى 12000 فارس و13000 من المشاة ورجال الاحتياط وأعدادًا كبيرة من المتطوعين.

ثم سار إلى الكرك، وأخذ قيادة القلب وأعطى ابن أخيه تقي الدين عمر قيادة الميمنة، ومظفر الدين كوكبرى قيادة الميسرة، وخرج الحاجب لؤلؤ بالأسطول من مصر، ثم خرج الملك العادل من القاهرة إلى بركة الجبل، وسار إلى الكرك والتقى مع السلطان. 

 

أكثر من 60 ألفًا

وفي الجانب الآخر، حشد الصليبيون 22 ألفًا بين فارس ورجل، والتحق بهم عدد كبير من المتطوعة، حتى روي أنه زاد عددهم على الستين ألفًا، وفي مايو 1187م أبيدت إلى الشمال الشرقي من الناصرة فصيلة كبيرة مؤلفة أساسًا من الفرسان الصليبيين، ولقي الملهم الأكبر لجمعية الأوسبيتاليين روجيه دي مولان مصرعه.

عبرت جيوش المسلمين نهر الأردن جنوبي طبريا، وسارت في اليوم التالي إلى تل كفر سبت (كفر سبيت) في الجانب الجنوبي الغربي من طبريا، وحاولت الاشتباك مع الصليبيين فرفضوا القتال، وفي 2 يوليو استولت جيوش صلاح الدين المسلمة على طبرية قاطعًا على عدوه طريقه إلى الماء.

 

نتائج المعركة 

هُزم الصليبيون بشكل كارثي حيث فقدوا زهرة فرسانهم، وقُتل أعداد كبيرة من جنودهم، وأُسر فيها أعداد كبيرة أيضًا. 

وأصبح بيت المقدس في متناول صلاح الدين، وكان من بين الأسرى ملك بيت المقدس، ومعه مئة وخمسون من الفرسان رينو دي شاتيون (أرناط) صاحب حصن الكرك، وغيره من كبار قادة الصليبيين.

وبعد المعركة سرعان ما دخلت قوات صلاح الدين وأخوه الملك العادل المدن الساحلية كلها تقريبًا جنوبي طرابلس، عكا، بيروت، صيدا، يافا، قيسارية، عسقلان، وقطعوا اتصالات مملكة القدس مع أوروبا، كذلك استولى صلاح الدين على أهم قلاع الصليبيين جنوبي طبرية، وحاصرت قوات صلاح الدين القدس، ولم يكن بمقدور حاميتها الصغيرة أن تحميها من ضغط 60 ألف رجل، فاستسلمت بعد ستة أيام، وفي 2 أكتوبر 1187م فتحت الأبواب، وخفقت راية السلطان صلاح الدين الصفراء فوق القدس. 

الجريدة الرسمية