رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهاردة.. ولاية فيرمونت الأمريكية تفتح باب إلغاء الرق بالولايات المتحدة

العبودية في أمريكا
العبودية في أمريكا

في مثل هذا اليوم من عام 1777 مُنع الاستعباد والرق في ولاية فيرمونت الأمريكية، لتصبح أول ولاية في الولايات المتحدة تمنعه على أراضيها، وتدفع باقي الولايات للقضاء على الظاهرة التي انتقصت طويلات من البشرية وأهانتها. 

 

عن تاريخ العبودية 

العُبُودِيَّة أو الرِّقّ مصطلح يُشير إلى امتلاك إنسان لإنسان آخر، ويطلق على المالك اسم السَّيِّد وعلى المملوك اسم العَبْد أو الأَمَة أو الرقيق.

وكان الرقيق يباعون في أسواق النخاسة أو يشترون في تجارة الرقيق بعد اختطافهم من مواطنهم أو بعد أسرهم في الحروب والغزوات أو بسبب اهدائهم من قبل أهاليهم أو مالكهم. 

وممارسة العبودية ترجع لأزمان ما قبل التاريخ عندما تطورت الزراعة بشكل متنامٍ فكانت الحاجة ماسة للأيدي العاملة، فلجأت المجتمعات البدائية للاستعباد لتأدية أعمال تخصصية لا يريد المُلّاك القيام بها.

وكان العبيد يؤسرون من خلال الإغارات على مواطنهم أو تسديدًا لدين، وكانت العبودية متفشية في الحضارات القديمة لدواعٍ اقتصادية واجتماعية. 

تعتبر آخر دولة تم إلغاء العبودية فيها هي موريتانيا عام 1981م، ومع ذلك هناك أكثر من 40.3 مليون شخص في جميع أنحاء العالم معرَّضين لشكل من أشكال العبودية الحديثة وأكثرهم انتشارًا عبودية الديون والخدمة في المنازل وبعض حالات تبني الأطفال لاستعبادهم وإجبارهم على العمل والزواج القسري.

 

العبودية في الولايات المتحدة 

بدأت العبودية في أمريكا عندما تم إحضار أول مجموعة من العبيد الأفارقة إلى المستوطنة الأمريكية الشمالية جيمستاون في ولاية فيرجينيا عام 1619 للمساعَدة في إنتاج المحاصيل المربحة كالتبغ ثم انتشرت العبودية في جميع أنحاء المستوطنات الأمريكية خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر.

ساعد العبيد الأفريقيون - الأمريكيون في بناء المؤسسات الاقتصادية للأمَّة الجديدة، وكانت نسبة ضئيلة منهم من الأمريكيين الأصليين، كما كان بعض السود الأحرار يملكون عبيدًا أيضًا. 

شكَّل العبيد في الجنوب ما قبل الحرب حوالي ثلث سكان الجنوب، عاش معظمهم في مزارع كبيرة أو مزارع صغيرة؛ امتلك العديد من الأسياد مايقرب من 50 مستعبدًا عادة ما كانوا يُمنعون من تعلم القراءة والكتابة، وكان سلوكهم وحركتهم مقيدًا وعُوقب المستعبدون المتمردون بوحشية. 

 

ثورات العبيد

حدثت حركات تمرد بين العبيد - لا سيما تلك التي قادها جابرييل بروسر في ريتشموند في عام 1800، والثورة الدنماركية عام 1822 - لكن القليل منها كان ناجحًا. 

كانت الثورة الأكثر رعبًا تلك التي قادها نات تورنر في مقاطعة ساوثهامبتون عام 1831، وقتل حوالي 55 شخصًا أبيض في غضون يومين، وقد أدت المخاوف من تمردات مماثلة إلى قيام العديد من الولايات الجنوبية بتعزيز قوانين العبيد الخاصة بهم من أجل الحد من التعليم والحركة وتجمع العبيد.

بحلول منتصف القرن التاسع عشر، تزايدت حركة المطالبين بإبطال العبودية في الشمال مما تسبّب في تقسيم الأمّة في الحرب الأهلية الأمريكية التي استمرت من عام 1861 إلى عام 1865.

بعد انتهاء الحرب الأهلية كان التأثير الأول لها "إعلان التحرر" ليشمل جميع المقاطعات التي لم تحرر العبيد بعد، لكن في بعض الأقاليم استمر الرق لتفرضه الدولة بالقوة، وجاء التعديل الثالث عشر للدستور الأمريكي الذي ألغى الرق تمامًا.

الجريدة الرسمية