رئيس التحرير
عصام كامل

منصة تثير الرعب.. "تيك توك" تهديد وجودي وعصا غليظة بيد الصين

 مخاوف من التيك توك
مخاوف من التيك توك

تحول الحديث مؤخرا حول منصة "تيك توك" الصينية، من مجرد الخصوصية إلى تحليل حول تأثيره السياسي كقوة مناهضة لمواقع التواصل الأمريكية، وتحوله لعصا غليظة بيد الصين.

خطورة تيك توك

وحول خطورة منصة "تيك توك"، نشرت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، مقالا عن زيادة استخدام منصّة "تيك توك" التي تملكها شركة "بايت دانس" الصينية، مقارنة بمواقع التواصل الاجتماعي الأخرى.

 

وقالت الصحيفة البريطانية: "على مدار العامين الماضيين، استحوذت "تيك توك" على عالم وسائل التواصل الاجتماعي، ويبدو أن جميع المنصات الكبيرة الأخرى - وخاصة فيس بوك - منومة مغناطيسيًا أمامها".

 

وأضافت إنها مسألة ديموغرافية جزئيا، مشيرًا إلى أنّ 57 % من مستخدمي "تيك توك" هم من الإناث و43 في المئة تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة؛ وفقط 3.4 في المئة تزيد أعمارهم عن 55 عامًا.

 

هزيمة مواقع التواصل

 

وذكرت الـ " الأوبزرفر"، أنه يمكن إدارك أن هذه الحقيقة مؤلمة، عند رؤية إنستجرام التي تديرها شركة "ميتا" المالكة لفيس بوك، تصدر خدمة "ريلز" التي تسمح للمستخدمين بإنشاء مقاطع فيديو قصيرة مع الموسيقى، تمامًا مثل تيك توك، لكنها أضعف، بحسب الكاتب.

 

وتابعت قائلة: إن التهديد الوجودي الذي تشكله منصة تيك توك لعمالقة وسائل التواصل الاجتماعي ليس ديموغرافيًا، بل يتعلق الأمر بالقدرة على جذب الاهتمام، "وهذا هو المكان الذي يبدو أن تيك توك يفوز فيه".

 

ونقلت سكوت غالاوي، المتخصص في متابعة عالم التكنولوجيا، أن مستخدمو تيك توك يقضون حاليًا ما معدله 52 دقيقة يوميًا في تصفح المنصة، ويزور 90 في المئة منهم التطبيق أكثر من مرة يوميًا.

متوسط الأعمار

ويشير إلى أن متوسط الاستخدام في مرة واحدة يصل إلى 11 دقيقة، وهو وقت كاف لمشاهدة 26 مقطع فيديو كل منها حوالي 25 ثانية.

 

واستخلصت الصحيفة فكرتين أمام هذا المشهد، الأولى هي زيادة الخصائص التي تسبب الإدمان لوسائل التواصل الاجتماعي بدرجات أكبر.

 

والثانية هي أن منصة تيك توك تنقل رأسمالية المراقبة إلى مستوى جديد، إذ تراقب جميع شركات الوسائط الاجتماعية مستخدميها بشكل مكثف لاستخراج أكبر قدر ممكن من المعلومات من نشاط مستخدميها على الإنترنت.

 

ولفت الخبير المتخصص في متابعة عالم التكنولوجيا، إلى إن أهمية مقاطع الفيديو الـ26 هذه لدى استخدام تيك توك في جلسة واحدة هي أنه تمكن التطبيق من استخراج بيانات أكثر دقة من مستخدميها مقارنة مع الشركات الأخرى.

يشار إلى أنه لم يمض عامين على اتهامات الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترمب لـتطبيق "تيك توك"، بالتجسس على المستخدمين وتهديده لـ"الأمن القومي"، حتى أثار التطبيق الصيني موجة أخرى من الاستياء في المجتمع الأمريكى، بعد إشعاره للمستخدمين بأنه قد يباشر بجمع، "بصمتي الوجه والصوت الخاصة بهم". إضافة إلى بيانات أخرى. وهذا أمر أعاد مطالبات الإدارة السابقة بحظره بسبب انتهاكه للخصوصية.

 

الجريدة الرسمية