رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حرب النفوذ والحبوب.. كيف خسرت أوكرانيا معركتها ضد روسيا في أفريقيا

حرب الحبوب بين روسيا
حرب الحبوب بين روسيا واوكرانيا

أخفقت من جديد سلطات كييف في تقدير قدراتها في معركة الحبوب والنفوذ داخل افريقيا بعد مرور121 من المعارك العسكرية بين البلدين على وقع التحذيرات الدولية المتنامية من أزمة غذاء كارثية مقبلة جراء النزاع.

 

الحرب الروسية الاوكرانية 


وبينما لاقت خطابات الرئيس الروسي الذي جدد انه لا يحاصر الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود في إشارة إلى عدم ممانعة روسيا في تصدير الحبوب الاوكرانية للعالم زخما بقيت خطابات الرئيس الأوكراني بعيدة عن تحقيق اي نتيجة حيث لم يستمع خطابه لافريقيا يوم الاثنين الماضي سوى أربعة من زعماء القارة، في حين أناب مساعدون أو مسؤولون عن بقية الزعماء.


وتكشف الحقيقة في الفرق الواسع بين موسكو واوكرانيا بعد معدل المشاركة المخيب للآمال والذي دل على عدم التكافؤ في استمالة القارة الأفريقية التي تضم 54 دولة، والتي تتواجد فيها أكرانيا بـ10 سفارات - وهو ما يعادل ربع التواجد الدبلوماسي الروسي فقط.


ومن ثم، فإن زيلينسكي عندما يحاول تغيير الموقف الأفريقي تجاه العملية الروسية، فإنه ليس لديه نفوذ سياسي أو أمني يقارن بذلك الذي تتمتع به روسيا.

 

مجلس الامن الدولي 


فأوكرانيا ليست قوة عسكرية عالمية وليست من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، بعكس روسيا.


نتيجة لذلك، ارتأى كثير من الزعماء الأفارقة أنهم ببساطة ليس بوسعهم محاكاة المواجهة المباشرة بين الغرب وموسكو.


وهذا هو الوضع الآن، لا سيما وأن عرقلة صادرات الحبوب من أوكرانيا تسهم في أزمة غذاء خطيرة بالفعل، وتؤدي إلى ارتفاع أسعار الواردات، وتعرض للخطر وصول سلع كالقمح وغيره من الحبوب وزيت الطعام إلى البلدان الأفريقية التي ليس لديها اكتفاء ذاتي.


فلاديمير بوتين


ففي كلمة ألقاها خلال اجتماع لـ “بريكس بلس” أمس الجمعة، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده لا تعارض خروج الحبوب من أوكرانيا.


كما شدد على استعداد القوات الروسية لتأمين الممرات البحرية من أجل تصدير الحبوب الأوكرانية، إلا أنه أكد أن على كييف في الوقت عينه أن تزيل ألغامها من المواني والبحر الأسود.


إلى ذلك، قال إن بلاده قادرة على ضخ 50 مليون طن من القمح إلى الأسواق العالمية، لكن الغرب أعاق ذلك عبر العقوبات القاسية التي فرضها. وحمل الدول الغربية مسؤولية عن التضخم الذي يضرب العالم.


كما رأى أن بعض الدول تسعى باستمرار إلى استبدال الهيكل العالمي الحالي القائم على الدور المركزي للأمم المتحدة، بنظام مختلف قائم على مصالحها الخاصة.

 

اوكرانيا 


وانتقد الاستخدام المتهور للعقوبات غير المشروعة، فضلا عن سياسة الاقتصاد الكلي غير المسؤولة لدول مجموعة السبع.


ودأبت موسكو منذ أشهر على اتهام الغرب بالتسبب في تلك الأزمة عبر فرضه عقوبات قاسية عليها، قيدت صادراتها الغذائية، كما وجهت أصابع الاتهام أيضًا إلى كييف، مؤكدة أنها زرعت الطرق البحرية بالألغام من أجل عرقلة تقدم القوات الروسية، وجمدت بالتالي سلسلة الإمدادات البحرية.


إلا أن أوكرانيا ألقت كرة المسؤولية على الروس، رافضة في الوقت عينه إزالة الألغام خوفا من تقدمهم نحو موانئها الجنوبية.


وعلى الجانب الاخر، وفي وقت سابق من الشهر الحالي، سافر الرئيس السنغالي ماكي سال، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، إلى منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود ليناقش مع بوتين كيفية إزالة العراقيل التي تقف في طريق صادرات الغذاء التي تحتاج إليها القارة بشكل ملح من كل من روسيا وأوكرانيا.


كما اتصل رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا هاتفيا ببوتين الأسبوع الماضي لمناقشة توصيل المنتجات الزراعية والأسمدة الروسية إلى أفريقيا.

ازمة الغذاء بافريقيا 


أثمرت المحادثات عن تقدم متواضع، ولكنها لم تؤد إلى انفراج حاسم.


فيما وفي ظل الحرب الروسية الاوكرانية جرى تعزيز الاتفاقات الأمنية والعسكرية بين روسيا وبعض البلدان الأفريقية والتي كانت في مقدمتها الكاميرون التي اصبحت الهدف الاحدث لموسكو في القارة السمراء.


كما تبنت الكاميرون موقفا غير حاسم، إذ توجه سفيرها إلى الأمم المتحدة إلى بلاده في بداية مارس لكي لا يحضر ذلك التصويت المهم.


وفي السابع من أبريل، امتنعت الكاميرون أيضا عن التصويت على تعليق عضوية روسيا من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.


كما احجمت بعض الدول الأفريقية التي تعتبر شريكة للغرب منذ وقت طويل عن توجيه نقد مباشر لتصرفات بوتين.
فالسنغال، على سبيل المثال، آثرت عدم تأييد قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني من مارس الماضي الذي طالب روسيا بوقف استخدام القوة ضد أوكرانيا.


لتعيش افريقيا في الاخير في حالة من الانفصام عن الواقع بين مطرقة أزمة الغذاء الطاحنة وسندان النفوذ الروسي الممتد في علاقاته المتشعبة في القارة السمراء.

Advertisements
الجريدة الرسمية