رئيس التحرير
عصام كامل

حب يولد كراهية تصنع عنفا!

لست من المتحمسين للتسرع في الكتابة عن جريمة لم يتم الانتهاء من التحقيقات فيها من قبل النيابة العامة، لآن الوقائع والتفاصيل تكون غير مكتملة بالطبع والحقيقة تكون عادة ناقصة وبالتالى الاستنتاجات لا تكون غالبا كاملة الصواب.. ومهنيا أنا مقتنع تماما بضرورة الالتزام بما تقول به جهات التحقيق والاحتراس في نشر ما لم يصدر عنها، لأنه دوما في الجرائم تكثر التكهنات التى تشوه الحقيقة وتؤذى البعض ومنهم الضحايا! 


ولذلك لن أتناول وقائع ما حدث في جريمة قتل ونحر طالبة جامعة المنصورة أمام باب الجامعة وعلى مرآى ومسمع كثيرين تواجدوا وقتها في موقع الجريمة، وإنما سوف أتوقف فقط أمام ما اعترف به المتهم بقتل الفتاة وهو أنه أراد أن ينتقم منها لآنه أحبها وأراد الزواج منها وهى رفضته.. وهكذا أفضى الحب إلى كراهية فى نهاية المطاف عبرت عن نفسها في عمل عنيف وهو القتل والنحر!

تفسير علماء النفس

 
وقد يرى البعض إن ذلك ليس أمرا جديدا، وسبق أن حدث من قبل أن أفضى الحب في نهاية المطاف إلى كراهية شديدة ترجمت إلى أعمال عنف أيضا..  وهذا صحيح بالفعل فكم من حبيب أراد الانتقام ممن أحب لأنها رفضت حبه ولم تقبل به زوجا.. وكم ممن مارس هذا الانتقام بالفعل بالاغتيال المعنوى أو الاعتداء الجسدي على من أحب حتى لا تقترن بغيره.. وسجل الجرائم في البلاد يتضمن نوعيات من مثل هذه الجرائم بالقطع.. وقد يفسر ذلك أن مثل هذا الحب الذى يفضى إلى كراهية ليس حبا حقيقيا وإنما هو رغبة في الامتلاك.. امتلاك من يعتبر حبيبا!

 
على كل حال هذا متروك لعلماء النفس لتفسيره، وما يعنينى هنا أن هذه الكراهية التى يفضي إليها هذا النوع من الحب يتم المجاهرة بها علنا فى مجتمعنا الآن ولا تتم سرا كما كان الحال من قبل.. فإن جريمة قتل طالبة جامعة المنصورة تمت نهارا وأمام المارة في الشارع والحرس الإدارى للجامعة.. ولعل هذا كان مقصودا ومعتمدا أن يتم بهذه الصورة العلنية.. 

 

 

وهذه ليست جريمة القتل والنحر الأولى التى تتم علنا وفي الشارع في الفترة الأخيرة.. ولذلك أرجو أن ينبهنا ذلك إلى خطورة مشكلة الكراهية في مجتمعنا، وهى الخطورة التي يمكن أن نرصدها في خطاب الكراهية ضد الآخرين الذى يسمعه المواطنون جهارا نهارا الآن، والذى يحرض على ممارسة العنف.. وهذا في تقديرى يكشف وجود صناعة ممنهجة للكراهية يقوم بها صناع متخصصون للكراهية وهؤلاء هم الذين علينا أن نطهر مجتمعنا منهم.       

الجريدة الرسمية