تسييس الكرة!
فى ظل حالة الغضب التى انتابت عموم المصريين لإخفاقات المنتخب الوطنى لكرة القدم اكتست مواقع التواصل الاجتماعى بموجة عارمة من التحليلات التى تفتش وتبحث عن أسباب هذا الإخفاق الكروي المصرى.. والملاحظ أن بعض أصحاب هذه التحليلات تورطوا في تسييس الأمر، وذلك حينما ربطوا بين هذا الإخفاق الكروى وبين ما نعانيه من أزمة اقتصادية ومشاكل مجتمعية أخرى خاصة في نطاق الصحة والتعليم والعمل السياسى ونشاط المجتمع المدنى.. غير أن هذا التسييس تنفيه أحوال الدول التى أحرزت وتحرز نجاحات كروية.. وهذا أمر واضح لمن يتابع أحوال العالم السياسية والاقتصادية والعسكرية وأيضا الكروية.
إن الدول صاحبة أفضل اقتصاديات في العالم مثل أمريكا والصين ليست من بين أفضل الدول كرويا!.. وإن الدول التى يشار إليها بأنها حققت الرخاء الاقتصادى والاجتماعى ليست من بين الدول المتقدمة كرويا.. وإن الدول صاحبة أكبر وأضخم القدرات العسكرية مثل أمريكا وروسيا ليست أيضا من بين أفضل الدول كرويا!.. وإن الدول الأعلى تقدما في التكنولوجيا مثل الصين واليابان والهند ليست كذلك من أفضل الدول كرويا!.. بل أن هناك دول تعانى أزمات اقتصادية اجتماعية وسياسية، خاصة في قارتنا السمراء وقارة أمريكا الجنوبية حققت نجاحات كروية عديدة!
وكل ذلك يؤكد خطأ تسييس الرياضة بشكل عام وكرة القدم بصفة خاصة.. وبالتالى علينا أن نفتش عن أسباب إخفاقاتنا الكروية في المنظومة الكروية ذاتها، أو في الفساد الذى أصابها وأفسد العناصر الاساسية للعبة ولن نتخلص من هذه الإخفاقات إلا إذا تخلصنا من هذا الفساد من الجذور.. ليصير لدينا انتخابات حقيقية لإتحاد الكرة وللأندية، وإعلام رياضى موضوعى غير متعصب وغير موجه، ومدربين أكفاء ولاعبين لا يحصلون على ما يفوق قدرهم، وحكام يحكمون ضمائرهم فقط، وجمهور يشجع فريقه ولا ينفذ أجندات تنظيمات غير رياضية.