رئيس التحرير
عصام كامل

10 أشهر في السلطة.. سر عزلة طالبان وابتعادها عن مؤسسات المجتمع الدولي

قيادات طالبان
قيادات طالبان

تقترب حركة طالبان من نهاية عامها الأول في السلطة التي حصلت عليها بعد إسقاطها عن الحكم وخوضها لصراع امتد 20 عاما، ومع ذلك تبدو الحركة غير قادرة على الانصهار في المجتمع الدولي وتواجه عزلة كبرى في وقت تنخرط الحركة كليًا في تنفيذ كل محاور أفكارها المتشددة على المجتمع الأفغاني.

 

وهناك جملة أسباب وراء هذه العزلة التي تعيشها طالبان باستثناء بعض الدول التي تعمل كوسيط بينها وبين الغرب من أجل مراقبة الأوضاع وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني دون أن يشكل ذلك تدعيما وحماية للسلطة الجديدة، والتحديات نوردها كالتالي. 

 

رؤية جديدة 

 

بعد نحو عام في السلطة، أثبتت طالبان أنه لا يمكن لأي شخص أن يتوقع منها تقديم رؤية جديدة تمكنها من الانضمام إلى  النظام  الدولي الذي يتعارض كليا مع أفكارها وثقافتها، فاعتراف العالم بالأمور الواقع في أفغانستان لايعني أنها مؤهلة لان تكون عضوا في مؤسسات المجتمع الدولي المختلفة

 

دبلوماسية أصولية

 

والمتتبع للطريقة التي حاولت حركة طالبان تسويق نفسها من خلالها، سيرى أنها تنتهج خطابا دبلوماسيًا بدائيًا ـ أصوليا ـ متشددا تجاه القوى الغربية، وكذلك تجاه معارضة الداخل، التي تدعوها للانضواء تحت لواء الدين الإسلامي ـ بالتأكيد بفهمها وتفسيراتها ـ لإقامة دولة جديدة بمقاسات تناسب تطلعاتها. 

 

وتلجأ حركة طالبان للمناورة وهو أسلوب اكتسبته من صراعها الطويل مع الغرب، لاسيما بعد كل نجاح ميداني لها في أفغانستان حتى تفرض منطقها على الجميع، وبالتالي لاينتظر من الحركة أن تغير قناعاتها وتقوم بعمل تسويات داخلية وتتنازل لمجموعات المصالح المختلفة ومراكز القوة وتتخلى عن القاعدة الكبرى من جمهورها المتشدد، الذي لايعترف بالتنازلات، وإلا ما استمر في الصراع مع أكبر دولة في العالم مدة 20 عاما. 

 

ميزان القوة 

 

تدرك حركة طالبنا جيدا حدود قوتها بعد 20 عاما من الصراع، ولهذا كانت تحاول دائما التأكيد للولايات المتحدة  أنها الأقوى على الأرض من خلال سيطرتها على الريف، وبالتالي قدرتها على التلاعب بمستقبل المجموعات العرقية المختلفة في أفغانستان، بل وقدرتها على إفساد توازنات المصالح في الإقليم والمنطقة، بما يتعارض كليا مع مصالح أمريكا.

زيادة أمد الصراع

مثل كل الحركات الجهادية، تعتمد طالبان على إطالة أمد الصراع مع القوى الدولية، وإن كانت تلجأ أحيانا لمد يد السلام وليس للتفاوض على التراجع عن مبادئ أو قيم أو أهداف، وهي فنون تكتيكية تعلمتها طالبان من حروبها الطويلة، إذ أكدت مؤشرات الأحداث، والبيان الذي أصدره زعيم الحركة، يطالب فيه جميع الأفغان بالاجتماع على كلمة سواء وإعلانه أن طالبان على استعداد للعمل مع أعدائها القدامى لإقامة أفغانستان جديدة تصلح للكل ـ تحت راية الشريعة ـ أن الحركة لن تتنازل عن تطبيق رؤيتها للدين في نسختها الجديدة، ما سيمنع إدماجها في المجتمع الدولي.

الجريدة الرسمية