رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: اللي تعوزه مصر يحرم على الأجانب والبطولات والمهرجانات الرياضية؟!

الدكتور اشرف صبحي
الدكتور اشرف صبحي

رغم أنى لم أبحث عن قائل عبارة: «اللى يعوزه البيت يحرم على الجامع»، وعما إذا كانت صحيحة أم خاطئة من الناحية الفقهية ولكن الواقع أننى أعرف الهدف الأساسى من قولها، وعلى هذا الأساس أقول إن: (اللى تعوزه مصر يحرم على الأجانب والبطولات والمهرجانات الرياضية)، وأدعى أن قطاعا كبيرا يتفق فيما أهدف إليه بما فيهم الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة.

 

 وللمرة الألف بعد المليون لست فى خلاف مع الوزير كما يتصور البعض، بل إننى أحمل له قدرا كبيرا من الاحترام ولكن يبقى الخلاف فى وجهات النظر، والذى أرى أنه يصب فى النهاية لصالح الوطن.

 

 ولا يخفى على الجميع بما فيهم الوزير أن العالم يعيش فى أزمة مالية حادة، ومن بين هذا العالم مصر، التي ليست بمنأى عن هذه الأزمة، بل ربما نكون متأثرين أكثر من دول عديدة، وهذا يفرض علينا الالتزام بحالة من التقشف فى عدد من الأمور التى نرى أنها نوع من البهرجة وفرح العمدة ويتكسب منها البعض مقابل خسائر فادحة للدولة.

 

فى الوقت الذى نرى فيه دولا غنية وعفية أصبحت ترى أن البطولات الرياضية والمهرجانات والمؤتمرات رفاهية أكثر من اللزوم، نجد حالة من التهافت على استضافة كل شيء حتى لو كانت بطولة (مراجيح مولد النبى)، دول غنية وبخاصة دول الخليج وصلت إلى مرحلة الوعى الكامل، ولم تعد إلى مثل تلك البطولات فى ظل أزمة يعانى منها الجميع.

 

هل مصر تحتاج دعاية 

وأفهم أن الهدف من البطولات هو دعاية لمصر ولكن كفانا دعايات لأن القاصى والدانى يعرف مصر ولا تحتاج إلى مثل هذه الدعايات لأنها أصبحت كوميديا سوداء، لأننا خلال أربع سنوات صرفنا مليارات والعائد (مافيش)!

 

وهل مصر التى ذكرت فى القرآن وبها إحدى عجائب الدنيا السبع تحتاج كل ذلك؟! لا طبعا، إنما أصبحت مثل تلك البطولات والاستضافات بيزنس كبير يتربح منه فئه معينة، ومصر هى التى تدفع الفاتورة.

 

وأعلم تماما أن الهدف من أي بطولة إما ربح مادى أو مكسب فنى، ولكن لا هذا تحقق ولا ذاك، واستضفنا مئات البطولات والأحداث، وكله من دم مصر، والمحصلة لا شيء.

كشف البطولات 

وعليه أطالب الوزير بكشف كامل لكل الأحداث التى استضاقتها مصر خلال الأربع سنوات الأخيرة ومع كل بطولة كما أنفقت الدولة؟ وما هو العائد؟ وأعتقد أنه سؤال بسيط وأملك شجاعة الاعتذار إذا كانت الدولة أنفقت مثلا 5 مليارات جنيه وموافق أن العائد يكون 5 مليارات (يعنى لا مكسب ولا خسارة)، ولكن إذا كنا أنفقنا 5 مليارات والعائد مليار تكون هذه كارثة كبرى.

 

وأطالب بكشف حساب بطولة الأمم الأفريقية عام 2019 للكبار وكذلك مونديال اليد الذى استضافته مصر، فضلا عن كل البطولات الأخرى، ولكن أكبر بطولتين محتاجين نطلع على أرقامهما، وأنا واثق أن الاطلاع سيكشف حجم ما وصلنا إليه.

 

اكتب من وازع وطنى فى المقام الأول مع الاحترام لكل أطراف المنظومة الرياضية فى مصر، وللحديث بقية وبقايا، وسيظل الملف مفتوحا حتى نتأكد أن أموال بلدنا لن تذهب هباء، وأنها محرمة على الأجانب.

 

الجريدة الرسمية