رئيس التحرير
عصام كامل

أصوات النيل المحبوسة

إذا تحدث كل مسئول عن إنجازاته.. ماذا يقول حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام؟ هل من جديد قدمه الرجل يشفع له عند الحساب؟ خلافًا لكل من سبقوه في هذا المنصب.. لم أر شفعة حسنة واحدة قدمها منذ توليه المسئولية، ولن أتجنى عليه إذا قلت أن شفعته الأبرز كانت عدم قدرته على إحتواء إحتجاجات موظفي ماسبيرو الأخيرة، وهي شفعة سيئة بسبب تداعياتها.


أعجب من هدوء حسين زين الذي يمتلك إمكانيات هائلة لا تتوفر لغيره، كوادر بشرية محترفة، وستديوهات، ورصيد كبير من نجاحات لمؤسسة شكلت وجدان العرب، ألم يشعر حسين زين بالغيرة من الإعلام الخاص؟ ألم يفكر ولو لمرة في تخليق مشروع إعلامي يدعو الرئيس لإفتتاحه في عيد الإعلاميين إسوة بالقطاعات الأخرى التي يحرص هو على حضور إفتتاح مشروعاتها؟ ألم يداعب خياله حلم الوقوف أمام رئيس الجمهورية ليشرح له على الهواء تفاصيل مشروع إعلامي فيراه المصريون ويتعرفوا عليه؟

 بصمة حسن حامد


عندما أنشأ الإعلامي المبدع حسن حامد قناة النيل للأخبار ضمن قطاع القنوات المتخصصة.. كانت القناة بعناصرها الشابة دفقة إبداعية جديدة في شريان الإعلام المصري، وكانت منافسًا للجزيرة القطرية رغم الفارق في الإمكانيات، حرص الداخل والخارج على متابعتها، ووثقوا في أخبارها، فكانت مرجعية لكل من يبحث عن الخبر، ذهب حسن حامد، وذهبت معه الحمية والغيرة والرغبة في المنافسة، فبقيت النيل بلا صاحب يرعاها، وانطلقت الجزيرة إلى العالمية.


أما قناة النيل الدولية.. فأنشاها حسن حامد لتخاطب مصر العالم من خلالها، وكان للقناة بصمة بمذيعيها الشباب، لكن تأثير القناة تبخر مع رحيل مؤسسها بسبب غياب الحمية والغيرة والرغبة في المنافسة عن كل من تولوا مسئوليتها.

 


ماذا لو وضع حسين زين هاتين القناتين -الأخبار والنيل الدولية- نصب عينيه، ووفر لهما الإمكانيات اللازمة، واستعان بخبراء أكفاء لتطويرهما، أو أعطى الفرصة للقائمين عليهما لتطويرهما ؟ أليس بمقدوره أن ينافس بهما ؟ صوت النيل للأخبار كما صوت النيل الدولية.. كلاهما محبوس وغارق في المحلية، فهل هناك من يطلق سراحهما ويعيدهما إلى نشأتهما الأولى؟ الكفاءات موجودة في القناتين، لكن الإرادة غائبة.
فرق كبير بين أن تكتفي بكونك موظفًا وتستسلم للواقع حفاظًا على الوظيفة.. وبين أن تكون غيورًا ومحبًا للمنافسة ومبدعًا وحريصًا على أن تترك بصمة.

besheerhassan7@gmail.com

الجريدة الرسمية