رئيس التحرير
عصام كامل

غراب البين يكتب: المستريح بقى مش مستريح

غراب البين
غراب البين

بينما كنت أتنقل من شجرة لأخرى فى عز النهار بإحدى قرى مركز إدفو بمحافظة أسوان والهرج والمرج يعم الشوارع هنا وهناك.. قررت أريح جتتى على الشجرة اللى قدام دكان الواد مسعود أبو النجا بتاع التموين.
 

زباين مسعود منتظرين سيادته لما يرجع علشان يصرف لهم التموين وقاعدين على الدكة اللى حاططها قدام الدكان وهاتك يا رغى وبيعيروا بعض بالفلوس اللى أخدها منهم المستريح "مصطفى البنك" وهرب للجبل وفص ملح وداب.
 

واحد منهم بيقول إنه اتقبض عليه وراح وراحت فلوسنا معاه.. وكمان الجاموستين اللى حيلتنا دبحهم واتبرع بيهم للغلابة علشان المصداقية بتاعته قدام الناس تزيد حبتين.
 

واحد تانى جاى من بعيد وبيلطم ويقول دا كمان الأخ "الحصاوى" بتاع السيارات اللى فى قرية "الشرفا" طلع مستريح وأخد فلوسنا وهرب وبقينا كلنا فى الهوا سوا.. انتم خسرتم الجاموس بتاعكم واحنا خسرنا العربيات بتاعتنا وفلوسنا ودهبنا.. وأهم الإتنين اتقبض عليهم ومش عارفين فلوسنا هترجع ولا لأ.. دى ناس مش بتتقى ربنا والعياذ بالله.
 

مسعود بتاع التموين وصل وعلى وجهه ابتسامة عريضة قائلا لهم: عندى خبر جديد طازة.. قبضو على 3 مستريحين تانيين.. يعنى واضح إنه تنظيم عصابى واتزرع فى محافظة أسوان وفلوسكم خدها الغراب وطار

 

وهنا وقفت على قدمى وفردت أجنحتى وأخذت أنعق بعلو صوتى "قاق قاق" فراحو جميعا ينظرون فوق رؤوسهم ويهشوننى ويقولون لى غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر
 

فهربت مسرعا قبل أن يحدفوننى بالطوب ولسان حالى يقول: بقا أنا اللى جبنلكم النكد والفقر أم أن الطمع بتاعكم هو اللى جابلكم الفقر؟

دا انتم ناس طماعين وعايزين مكاسب سريعة حتى لو بالحرام.. ماهو الربا حرام.. والمستريحين اللى أخدوا فلوسكم عارفين إنكم طماعين.. علشان كدا أغروكم بالمكسب السريع وفجأة اختفوا وفص ملح وداب.. ياخى جاتها ستين ألف نيلة اللى عايزة تخلف بنى آدمين طماعين زيكم.. فلا خير فيكم ولا فى المستريحين.. وأنا كغراب محترم أعلن عدم تعاطفى مع أى مستريح أو مع أى طماع راح يلهث خلف المستريحين وهو يعلم أن مكسبه من حرام
 

أديكم كلكم بقيتم مش مستريحين.. والمستريح نفسه بقا مش مستريح ومرمى فى السجن فى انتظار العقاب.. وعجبى على البنى آدمين اللى بيهشوا الغربان خوفا من النكد والفقر.. قال أخدها الغراب وطار قال.. طب أقسم بالله أنا ما أخدت حاجه وبرئ منكم ومن الهبل والطمع بتاعكم ده!

الجريدة الرسمية