رئيس التحرير
عصام كامل

فر من السجن وتعرض لمحاولة اغتيال.. محطات في حياة الشاعر العراقي مظفر النواب

الشاعر العراقي مظفر
الشاعر العراقي مظفر النواب

رحل عن عالمنا اليوم الجمعة الشاعر العراقي الشهير مظفر النواب، وذلك في مستشفى الشارقة التعليمي، بعد صراع مع المرض، وعن عمر ناهز الـ ٨٨ عامًا. 

 

الشاعر العراقي مظفر النواب 

الشاعر العراقي مظفر النواب يعد من أشهر شعراء العراق في العصر الحديث، كما تميزت قصائده بالنقد والمعارضة الشديدة لمجموعة من السياسات المختلفة في العقود الماضية بالدول العربية، حيث تعرض للسجن أكثر من مرة بسبب مواقفه وآرائه. 

ولد مظفر النواب في بغداد جانب الكرخ في عام 1934 من أسرة ثرية أرستقراطية تتذوق الفنون والموسيقى وتحتفي بالأدب، وفي أثناء دراسته في الصف الثالث الابتدائي اكتشف أستاذه موهبته الفطرية في نظم الشعر وسلامته العروضية، وفي المرحلة الإعدادية أصبح ينشر ما  بقريحته في المجلات الحائطية التي تحرر في المدرسة والمنزل كنشاط ثقافي من قبل طلاب المدرسة.

 وأظهر النواب موهبة شعرية منذ سن مبكرة وقد أكمل دراسته الجامعية في جامعة بغداد وأصبح مدرسًا، لكنه طرد لأسباب سياسية عام 1955 وظل عاطلًا عن العمل لمدة ثلاث سنوات، في وقت صعب على أسرته التي كانت تعاني من ضائقة مالية.

حياة مظفر النواب 

عاش مظفر النواب طوال حياته سائحًا في البلاد باحثًا عمن يسمع قوله ويأخذ به، فقد كان يعرف أعداءه ويعرف تابعيه ويعرف خلصاءه والذين هم خلصاء الوطن ومحبوه. 

 

والتحق بالحزب الشيوعي العراقي وهو لا يزال في الكلية، وتعرض للتعذيب على يد الحكومة الهاشمية وبعد الثورة العراقية عام 1958 التي أطاحت بالنظام الملكي، تم تعيينه مفتشًا في وزارة التربية والتعليم. في عام 1963. 

 

سجن مظفر النواب 

وتعرض بعد ذلك مظفر النواب للملاحقة والسجن بسبب مواقفه ونقده اللاذع لبعض الساسة العرب، وسجن في العراق لفترة. 

الحكم بالإعدام 

وفي عام 1963 اضطر لمغادرة العراق، بعد اشتداد التنافس بين القوميين والشيوعيين الذين تعرضوا للملاحقة والمراقبة الشديدة من قبل النظام الحاكم، فكان هروبه إلى الأهواز عن طريق البصرة.

 

إلا أن المخابرات الإيرانية في تلك الأيام ألقت القبض عليه وهو في طريقه إلى روسيا وسلمته إلى الأمن السياسي العراقي، فحكمت عليه المحكمة العسكرية هناك بالإعدام، لكن خفف الحكم إلى السجن المؤبد.

 

الهروب من السجن

وعاش في سجن "نقرة السلمان" الشهير ثم انتقل إلى سجن الحلة الواقع جنوب بغداد، وفي هذا السجن تمكن الشاعر من الفرار، حيث قام مع مجموعة من السجناء بحفر نفق من الزنزانة إلى خارج أسوار السجن وظل متخفيًا حتى صدر حكم بالعفو عن المعارضين.

الترحال في البلاد المختلفة 

وفي عام 1969 صدر بيان العفو عن المعارضين فرجع إلى سلك التعليم مرة ثانية فشغل منصب مدرس في إحدى المدارس، ثم غادر بغداد إلى بيروت في البداية، وبعدها انتقل إلى دمشق، وظل يسافر بين العواصم العربية والأوروبية.

 

كما تعرض مظفر النواب لمحاولة اغتيال في اليونان في العام 1981.

الجريدة الرسمية