رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهاردة.. عبد الناصر يعلن عن المعجزة الثامنة ويهديها للشعب المصري

الرئيس عبد الناصر
الرئيس عبد الناصر والرئيس السوفيتى خروشوف

في مثل هذا اليوم 14 مايو 1964 أهدى الرئيس جمال عبد الناصر السد العالى إلى مصر كلها، وإلى المواطنين الأحرار الذين استشهدوا في معارك الحرية على طول التاريخ، وإلى كل مَن وقف ضد مؤامرات الدول الاستعمارية بداية من انتفاضة 1935 حتى ثورة 23 يوليو 1952، وإلى الطلائع العاملة من فلاحى مصر وعمالها وعلمائها ومثقفيها. 

في هذا اليوم تم تحويل مجرى نهر النيل عند السد العالى والذي أعلن جمال عبد الناصر أنه المعجزة الثامنة بعد المعجزات السبع في التاريخ، وبعد أن اعتبر هذه المرحلة من بناء السد رمزًا حيًّا للإرادة والتصميم والمقدرة على العمل والفداء.

عبد الناصر وخروشوف فى احتفالية تحويل مجرى نهر النيل 

وشارك الزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف مع الرئيس جمال عبد الناصر في حفل تحويل مجرى النيل يوم 14 مايو 1964 بحضور مجموعة من الرؤساء منهم الرئيس اليمنى عبد الله السلال والرئيس العراقى عبد السلام عارف.

 

تذكار الانتصار 

وكما علقت الأقلام على هذه المعجزة قالت مجلة الجيل عام 1964 تعليقا على هذا الحدث فقالت: تكلم الرئيس في هذه المناسبة الكبرى، ووجه حديثه الى رجال مصر ونسائها وأطفالها وهو يقدم لهم السد العالى تذكارا لانتصارهم على كل الأعداء وكل الصعوبات بالعمل الذى يحرك الجبال ويخضعها لطبيعة الإنسان ويؤكد سيطرته بروح من ربه على الحياة.

 

معارك الحرية 

وقالت الأهرام: لقد أهدى جمال عبد الناصر السد إلى مصر كلها ماضيها وحاضرها ومستقبلها إلى كل المواطنين الأحرار الذين استشهدوا في معارك الحرية على طول أحقاب تاريخنا الحديث، أهداه الى ذكرى الرجال الذين التفوا حول أحمد عرابى في أول محاولة للثورة المسلحة ضد أسرة محمد على وضد مؤامرات الدول الاستعمارية الكبرى، وأهداه إلى ذكرى الذين تحملوا مسئولية ثورة 1919 وكانوا وقودها وضحاياها، وأهداه إلى ذكرى من جادوا بالدم في حرب فلسطين وكل من خرجوا فجر يوم 23 يوليو يغيرون مجرى التاريخ في البلاد.

 

المرحلة الأولى 

كانت مصر على موعد سجله التاريخ حيث تم تحويل مجرى النيل لأول مرة إيذانًا بانتهاء المرحلة الأولى من بناء السد العالى حيث تم إغلاق المجرى نهائيا وتحويل المياه إلى القناة الأمامية للسد العالى بطول 1950 متر مرورا بستة أنفاق رئيسية ليتم بذلك تغيير مجرى نهر النيل، هذا المشروع العظيم الذى ظل ساترا منيعا لمصر ضد أخطار الجفاف والفيضان، وساعد فى توسعة الرقعة الزراعية وتوفير الكهرباء، ليقف شاهدًا على قدرة الشعب المصرى على اجتياز الصعاب وترويض النيل الهائج، واستمرت التجهيزات لتحويل مجرى النيل لمدة 4 سنوات متتالية، والتى بدأت فى 9 يناير 1960 حتى 15 مايو 1964.


بدأ بناء السد في عام 1960 وقد قدرت التكلفة الإجمالية بمليار دولار شطب ثلثها من قبل الاتحاد السوفييتي، وعمل في بناء السد 400 خبير سوفييتي وأكمل بناؤه في 1968، وافتتح السد رسميًا في عام 1971 بعد رحيل الرئيس عبد الناصر.

 

الفكرة الأولى 

تعود الفكرة الأولى لتشييد السد العالي للمهندس المصري اليوناني الأصل أدريان دانينوس التي تقدم بها إلى مجلس قيادة ثورة 1952، وبعد إجراء دراسات مصرية مستفيضة حول جدوى السد وأهميته تقدمت شركتان هندسيتان من ألمانيا أوائل 1954 بتصميم المشروع الذي راجعته وأقرته لجنة دولية فنية رفيعة المستوى ليبدأ تنفيذ بناء السد الذى رفض البنك الدولى تمويل بناؤه فأعلن عبد الناصر تأميم قناة السويس.

الجريدة الرسمية