رئيس التحرير
عصام كامل

المستريح وذريته في مصر

دأبنا في مصر على تسمية زعماء عصابات النصب التي تمارس ما يسمى ب توظيف الأموال، بلفظ المستريح بعد تعدد وتكرار تلك الجرائم التي ارتبطت باسم أحد النصابين ومن بعده تم تسمية كل من يمارس تلك العمليات بأنه مستريح، وتعددت الجرائم في أكثر من محافظة فظهرت مسميات مستريح حلوان، ومستريح المنيا، ومستريح المعادي.

وبدأ الأمر كما لو أن لكل مستريح أب روحي يقتدي به ويسير على نهجه، ولكل مستريح ذرية روحية من بعده تمارس أعتى وأشد جرائم النصب احترافية، والسيناريو الكارثي في تلك القضايا أن الضحية يكون شريكا في الجريمة وطرف أساسي في الضرر الواقع عليه، ولعل الأمر إعلاميا لا زال بحاجة إلى مزيد من تسليط الضوء عليه والتوعية بشأنه.

لا زلت بحالة صدمة من جريمة مستريح أسوان الذي جمع 2 مليار جنيه والحمد لله أن تم القبض عليه.. ورغم أنني لست من ضحايا ذلك المستريح الجديد، إلا أنني أتخيل حالة المعاناة التي ألقت بظلالها على الضحايا في ظل ما نعانيه من غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، وكيف سيعوضون تلك الخسارة الفادحة.

لا زالنا بحاجة إلى مزيد من التوعية الإعلامية والدرامية، بشأن كوارث المستريحين، بتوجيه رسائل ضمنية ومباشرة مع منهج توعوي يقوم على التكرار والتنويع في المادة التوعوية المعروضة بحيث تخاطب كل شرائح وفئات المجتمع بأسلوب تشويقي متفرد. لأن كل مستريح هو في الأصل ذئب مخادع يقول فيه الشاعر: ذئب تراه مصليا.. فإذا مررت به ركع/ يدعو وجل دعائه.. ما للفريسة لا تقع

والله من وراء القصد.

الجريدة الرسمية