رئيس التحرير
عصام كامل

زواج وطلاق الفنانات!

هل اهتمام الإعلام بزواج وطلاق الفنانات خاصة إذا كان مع رجال أعمال يعكس اهتماما حقيقيا من الرأى العام، أم أن هذا الاهتمام الإعلامى بذلك هو الذى يصنع اهتمام الرأى العام بهذا الأمر؟! هذا سؤال يجب على من يعملون في الصحافة والإعلام أن يطرحوه على أنفسهم بعد أن لوحظ تزايد الاهتمام الإعلامى بزواج وطلاق الفنانات إلى درجة أنه لم يعد قاصرا على الإعلام الفنى فقط أو حتى إعلام النميمة الذى شاع مؤخرا..

وانتقل هذا الاهتمام الاعلامى بزواج وطلاق الفنانات إلى الصحف ووسائل الإعلام الجادة وغير الفنية  بل والسياسية أيضا. وشجع على ذلك تعامل الفنانات مع حدث الطلاق والزواج باعتباره حدثا عاما وليس أمرا شخصيا..  

ومن خلال خبرات تراكمت على مدى أكثر من نصف قرن أستطيع أن أقول إن الإعلام مسئول عن تزايد اهتمام الرأى العام بزواج وطلاق الفنانات من خلال التوسع في متابعة حالات الزواج والطلاق، بل وتقديم التوقعات حول عمر زيجات الفنانات وتوقيت حدوث  الطلاق، على اعتبار أن هذا الطلاق بات هو مصير الأغلب الأعم من تلك الزيجات غالبا..

كما أن الإعلام يقوم بدور مهم وكبير فى توجيه الرأى العام، وهو حينما يمنح اهتماما أكبر ومتزايدا لزواج وطلاق الفنانات إنما هو يحض الرأى العام على مزيد من الاهتمام به.. أيضا لا يجب أن نغفل أن الإعلام من أجل جذب اهتمام المشاهدين والمستمعين والقراء يعوض عدم الاهتمام بما يكفى بالقضايا المجتمعية الأهم بالاهتمام بما يتصور أنه مثير وجاذب لهم، من خلال التفتيش في أسباب الطلاق، وقبلها متابعة أخبار الزواج واحتمالات استمراره..

 

 

وهكذا.. إن اهتمام الإعلام بالقضايا الأولى بالاهتمام في المجتمع سوف يضع حدا للاهتمام بحالات زواج وطلاق الفنانات خاصة مع رجال أعمال.. كما أن ذلك سوف يعيد الإعلام إلى المسار الصحيح ويمنحه الفرصة لتشكيل الوعى في المجتمع.    

الجريدة الرسمية