رئيس التحرير
عصام كامل

حقيقة أم دعاية.. قصة مرض بوتين بعد نشر فيديو لقائه مع وزير الدفاع الروسي

بوتين
بوتين

شكلت قصة مرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واحتمال أن يكون مصابا بالسرطان أو بمرض باركنسون، نموذجا أخيرا في الحرب النفسية والإعلامية المتبادلة، التي واكبت الغزو الروسي لأوكرانيا وشهدت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ذروة تُغري بتتبع خطها البياني.

وبدأت القصة الأخيرة، اليوم الخميس الماضي، بعد اكتمال العملية العسكرية في ماريوبول، ووقوعها تحت سيطرة روسيا، حيث نشر الكرملين مقطع فيديو مدته 12 دقيقة من لقاء بوتين بوزير دفاعه سيرجي شويجو، يوجه فيه الرئيس بمواصلة حصار مصنع آزوفيستال للصلب الذي يحتمي به جنود أوكرانيون، من دون مهاجمته.

ونشرت صحيفة ”صن“ البريطانية تقريرا بعنوان ”الطاغية المرتجف: بوتين المتورم ظهر وهو يتمسك بالطاولة، مترهلا ولا تكف قدماه عن النقر؛ مما أثار الشائعات عن الباركنسون“.

وجاء في تقرير الصحيفة أن الدكتاتور المُسن بدى ”ضعيفًا وبالكاد قادرا على تثبيت نفسه في وضع مستقيم بينما هو جالس أمام وزير دفاعه وهو يصدر له الأوامر بشأن حصار ماريوبول“.

وأرفق التقرير صورا من اللقاء، وصفه في إحداها بأنه“ مريض ينظر بألم ممسكا بالطاولة أمامه“. وفي صورة أخرى وصفه بأنه ”المستبد المعزول المترهل، ينقر بقدمه باستمرار“.

واستذكر التقرير أن بوتين يخوض معركة صحية سرية ليست جديدة طالما تحدثت عن الاشتباه بأمراض تتراوح من السرطان إلى باركنسون.

وقال إن هذا الظهور الأخير هو الأكثر إثارة للصدمة حتى الآن، حيث ظهر بشكل مغاير للمزاعم الرسمية بأنه ”الرجل القوي“.

وأضاف أن بوتين بدأ أشعثًا يتألم ومشتت الانتباه عندما طلب من شويجو إغلاق مصنع الصلب في آزوفستال، حيث استخدم تعبير ”حتى لا تتمكن الذبابة من الدخول“.

وعرضت الصحيفة صورا تُظهر أصابع بوتين أسفل الطاولة بينما يضع إبهامه فوقها، ويقضي معظم الوقت في هز كلتي قدميه والنقر بهما.

واسترجع التقرير أن الشائعات القديمة عن اعتلال صحة بوتين تعززت بتقارير استخبارية غربية تعتقد أن صحة بوتين ليست جيدة.

وقال إن مسؤولي الكرملين طالما نفوا وجود أي خلل في صحة زعيمهم، الذي سيبلغ السبعين من عمره في أكتوبر المقبل.

ونقلت الصحيفة عن البروفيسور إريك بوسي، خبير لغة الجسد من جامعة تكساس للتكنولوجيا قوله، إن ”بوتين ضعيف بشكل مذهل مقارنة بالرجل الذي لاحظناه حتى قبل بضع سنوات“.

وأضاف: ”أي رئيس معافى لا يحتاج إلى إبقاء نفسه مسنودا بيد ممدودة للضغط على الطاولة، ولن يكون قلقًا إلى الحد الذي لا يستطيع فيه إبقاء قدميه على الأرض“.

واستخدم بوسي مثالًا عندما ظهر ريتشارد نيكسون خلال المناظرة الرئاسية عام 1960 ضد جون كنيدي. يومها بدا ضعيفا واضطر إلى إسناد نفسه جراء الإرهاق وبواقي إصابة في الركبة.

وتابع بوسي: ”هذه ليست صورة لبوتين المعافى. فهي صورة رجل ضعيف بشكل متزايد وبالكاد قادر على الوقوف منتصبا على طاولة اجتماعات صغيرة، كما تبدو ساقا بوتين نحيفتين للغاية، كما لو أنه يعاني من الهزال أو فقدان العضلات من مرض غير معلن“.

وأردف بوسي: ”الانتفاخ في وجه بوتين يعزز المظهر غير الصحي، خاصة بالمقارنة مع الصور ومقاطع الفيديو له قبل بضع سنوات“، مكملا: ”لقد ظهر بوتين وكأنه يتجنب نظرات شويغو، وبدا في ذلك رجلا مراوغا خائفا يفتقر إلى الثقة وغير مرتاح“.

كما نقلت ”صن“ عن البروفيسور باتريك ستيوارت، من جامعة أركنساس، قوله كيف أن بوتين بدا متوترًا للغاية وكأنه يهمّ بالطيران، حيث كان يركز على رجليه ليبقي نفسه تحت السيطرة.

وركز بعض المراقبين الخبراء على وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا على سلوك بوتين الغريب، فيما قد يكون أحد أكثر المظاهر الصحية وضوحًا حتى الآن.

وكتبت لويز مينش، عضو البرلمان السابق عن حزب المحافظين، والتي أبلغت سابقًا عن مشاكل بوتين الصحية المحتملة: ”بوتين مصاب بمرض باركنسون، وهنا يمكنك رؤيته وهو يمسك بالطاولة بحيث لا تظهر يده المصافحة، لكنه لا يستطيع منع قدمه من النقر“.

الجريدة الرسمية