رئيس التحرير
عصام كامل

الوزير غير المبتسم في اجتماعات النقب!

لم يفت على كثيرين ملاحظة أن الصورة التى نشرت لوزراء الخارجية الستة الذين اجتمعوا معا لأول مرة في النقب بإسرائيل ظهر فيها كل الوزراء وهم مبتسمون مع تشابك الأيدى، باستثناء وزير واحد فقط هو وزير خارجيتنا سامح شكرى.. وقد حاول البعض العثور على تفسير لذلك بالطبع.. وبغض النظر على الاجتهادات الخاصة للعثور على هذا التفسير فإنه لا يمكن تجاهل أن وزير خارجيتنا سامح شكرى قد  سارع إلى الإعلان أن مصر لا تدخل في أحلاف ضد أحد، بينما قدم وزير الخارجية الاسرائيلى اجتماع النقب بوصفه تجمعا لمواجهة إيران، وصواريخها الباليستية ومسيراتها التى تطلقها في المنطقة منظمات مرتبطة بها أو تعد أذرع لها..

مصلحة مصر

 

وربما يكون هذا الموقف المصرى الرافض للانخراط في أى أحلاف سببا لانتهاء اجتماع النقب دون إعلان بيان مشترك أو اتفاقات بين المجتمعين، سوى الاتفاق على تكرار عقد هذا الاجتماع الذى ضم أمريكا وإسرائيل والمغرب والإمارات والبحرين ومصر مرة على الاقل كل عام، مع وعد من بلينكن وزير الخارجية الامريكى بأن  ينقل إلى البيت الابيض المخاوف الاسرائيلية والعربية من إتفاق نووى مع إيران لا يشمل الصواريخ الباليستية الإيرانية ومسيرات المنظمات المرتبطة بها.

 

على كل حال فإن مشاركة مصر في إجتماع النقب تأخر الإعلان عنها، وقد يفسر ذلك أنه كان مطروحا أن يتم هذا الاجتماع في القدس التى لم تقبل مصر أن تكون عاصمة لإسرائيل وتؤيد دوما أن القدس الشرقية يجب أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية.. وربما إحتاجت الإدارة المصرية لبعض الوقت لدراسة أمر مشاركة وزير الخارجية المصرى في الإجتماع أصلا في ظل اعتبارات مختلفةَ منها ما بتعلق بالحرص على عدم التورط فى حلف عربى اسرائيلى ضد إيران وهو أمر مرفوض رسميا وشعبيا كما بدا في ردود الفعل المصرية على مواقع التواصل الإجتماعى..

 

ومنها ما يتعلق بالرغبة في تفادى صدامات الآن مع أمريكا في ظل حالة الاستقطاب الدولى الحالية بعد إندلاع الحرب الأوكرانية، وحرص مصر على الإحتفاظ بعلاقاتها مع روسيا، وهو ما أشارت إليه واشنطن بوست مؤخرا حينما فسرت موقف الرئيس السيسي في هذه الأزمةً إن كل ما يهتم به هو مصلحة بلاده..

 

 

وإذا كانت التقديرات المصرية الرسمية إنتهت إلى المشاركة في الإجتماع الذى شاركت فيه ثلاث دول عربية أخرى وغابت عنه الأردن التى مضت شوطا بعيدا في تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، فان ذلك لم يحل دون أن تتحفظ على ما تناوله هذا الإجتماع من مناقشات  خاصة ما يتعلق بالحاجة لتجمع عربى إسرائيلى في مواجهة إيران، وقد يكون ظهور سامح شكرى غير مبتسم في صورة الوزراء الستة متشابكى الأيدى تعبيرا عن ذلك. 

الجريدة الرسمية