رئيس التحرير
عصام كامل

أفلح إن صدق!

قال بلينكن وزير الخارجية الأمريكية: إن الولايات المتحدة الأمريكية ليس لديها استراتيجية لتغيير النظام في روسيا أو أى بلد في العالم.. ونرجو أن يصدق ذلك القول فعلا، لأن الشواهد الواضحة تشى بغير ذلك ، وأبرزها الضغوط التى توسعت الإدارة الأمريكية في ممارستها تجاه العديد من دول العالم والتى وصلت الآن إلى فرض حصار دبلوماسى واقتصادى على دولة كبيرة مثل روسيا، وهى القوة العسكرية الثانية في العالم، بل وفرض عزلة عليها بعد تهديدها بالطرد من المنظمات الدولية، ووقف التعامل معها حتى رياضيا وإغلاق منابرها الإعلامية في أمريكا وأوروبا.

 

كما أن لنا نحن أبناء المنطقة العربية تجربة سيئة مع أمريكا في العهد الماضى، حينما انخرطت إدارتها في تنفيذ مخطط لتغيير الأنظمة السياسية فيها ، وتمكين الإخوان من الحكم في عدد من بلادها على رأسها مصرنا العزيزة، والإدارة الحالية لأمريكا تنتمى لذات الحزب الذى كانت تنتمى له الإدارة السابقة التى تبنت استراتيجية تغيير النظم السياسية العربية من الخارج، على غرار ما فعلت خلال الثورات الملونة في أوروبا الشرقية.
 


أى إننا لا نستطيع أن نتقبل بسهولة واطمئنان إنكار وزير الخارجية الأمريكى أن بلاده لم يعد لديها استراتيجية لتغيير الأنظمة السياسية، خاصة وأن واشنطن تنكر علنا أنها تشارك في الحرب الأوكرانية بينما هى لا تتوقف عن إمداد أوكرانيا بأنواع مختلفة من الأسلحة من جانب، وفرضت على روسيا كل ما أمكنها من عقوبات اقتصادية.. لذلك نقول تعقيبا على تصريحات بلينكن المقولة الشهيرة: (أفلح إن صدق)، خاصة وأن المؤمن لا يلدغ من ذات الجحر مرتين، ونحن لدغنا من الجحر الأمريكى مرات ومرات منذ سنوات الخمسينيات من القرن الماضى! 

الجريدة الرسمية