رئيس التحرير
عصام كامل

تقرير فرنسي يكشف سلبيات الهجوم الروسي على أوكرانيا أجبرت بوتين لإعلان "هدنة"

الحرب بين روسيا وأوكرانيا
الحرب بين روسيا وأوكرانيا

اعتبر تقرير إخباري فرنسي، أن الهجوم الروسي يتعثر ولا يسير بالسرعة المتوقعة، مع انقضاء شهر كامل منذ بداية الحرب دون تحقيق الأهداف الروسية، مشيرًا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اضطر جراء الخسائر التي تكبدها جيشه إلى إعلان هدنة بالجبهة الشمالية.

ونوه التقرير الذي نشرته صحيفة ”لوفيجارو“ الفرنسية أمس الجمعة، في ذلك، إلى تصريح للمستشار الألماني أولاف شولتز قال فيه إنّه ”على الرغم من كل الدمار الذي يسببه يومًا بعد يوم، فإن الهجوم الروسي ”متعثر“ في أوكرانيا“.

 

هزيمة الجيش الأوكراني

ويفسر التقرير مظاهر التعثر مشيرا إلى أنّه كان على فلاديمير بوتين -الذي كان ينوي على الأرجح هزيمة الجيش الأوكراني بسرعة باستراتيجية الحرب الخاطفة- مراجعة خطته الأولية للنظر الآن في حرب أطول.

ويعدّد التقرير سلبيات الجيش الروسي الذي يخوض هذه المواجهة قائلا: إنّ ما اعتبره ”المشاركة السيئة في هذا الصراع كشفت عن العديد من مشاكل التنسيق والاتصالات والخدمات اللوجستية، ففي مواجهة الدفاع الأوكراني قُتل عدة آلاف من الجنود الروس وهي ”خسائر كبيرة“ بحسب وزارة الدفاع البريطانية التي أشارت إلى أن روسيا قد تستدعي جنودًا احتياطيين ومرتزقة أجانب“.

 

هجوم مضاد

وأضاف: ”مؤخرًا شنت القوات الأوكرانية هجومًا مضادًا في محيط كييف، ويمكن القول إنّ الهجوم الروسي يتعثر مع حالة الجمود التي تعني استحالة استعادة زمام المبادرة بإعادة شن حرب مناورة وتحركات، ويحدث هذا السيناريو عادة عندما يفشل الجيش المعني في تحقيق أهدافه ويواجه نفاد الاحتياطيات ويجب عليه إعادة تشكيل صفوفه وتنظيمها من خلال وقف عملياته“.

وينقل التقرير عن فينسينت توريت، الباحث في مؤسسة البحوث الاستراتيجية قوله إنّ ”من بين الأهداف الأولية لم يتم تحقيق أي منها باستثناء السيطرة على مدينة خيرسون، وفي الوقت نفسه استهلكت القوات الروسية – مثل الجيش الأوكراني – جزءًا كبيرًا من احتياطييها، بالإضافة إلى خسارة ما بين 7000 و15000 رجل وفقًا لتقديرات ”الناتو“ كما أنّ الإمكانات الهجومية الروسية تتدهور إلى حد كبير“ وفق تعبيره.

ويشير تقرير ”لوفيجارو“ إلى أنّه ”في مواجهة هذه الحقائق اختار فلاديمير بوتين بالتالي أخذ هدنة واستراحة عملياتية على الجبهة الشمالية لإعادة تنظيم قواته وتقسيم الأهداف الأولية“.

ويوضح فينسينت توريت قائلا: ”شمال غرب كييف ونحو خاركيف المنطق هو تحصين الأراضي المحتلة وزرع الألغام واستمرار ضغط المدفعية على المراكز الحضرية القريبة، وهو ما لم يحصل، وهذا الانقطاع يبدو طوعيّا ويسمح بتركيز الجهود على جبهة دونباس وحصار ماريوبول“ وفق قراءته.

وفي المقابل يقول سيدريك ماس، الخبير في الاستراتيجية العسكرية، إن ”الخطوط الأمامية تتحرك بسرعة، فقد أعلنت الوزارة الروسية أمس أنها استولت على مدينة إيزيوم في خطوة مهمة في استراتيجية تطويق القوات الأوكرانية في الشرق“ وفق قوله، وبالتالي فإن ”التوقف المؤقت للروس في الشمال ليس بالضرورة مرادفًا للركود، لا سيما أن هذا الموقف دفع الأوكرانيين مؤخرًا إلى شن هجمات مضادة“ وفق قوله.

ويشير التقرير إلى أنّ ”هذا الهجوم المضاد يمكن أن يشكّل نقطة تحول، ويعتبر استعادة الأوكرانيين للمبادرة أمرًا مهمًا“ مضيفا أنّ ”الأوكرانيين استعادوا السيطرة على بلدات تصل إلى 35 كيلومترًا شرقي العاصمة“.

ويتابع التقرير أنه في مذكرة من معهد بحثي عسكري نُشرت في 21 مارس الجاري تم تصور ثلاثة سيناريوهات مستقبلية تفترض ”فشل القوات الروسية في استئناف الهجوم وفشل القوات الأوكرانية في الاستفادة من هجومها المضاد“ أمّا السيناريو الثالث الأقل احتمالًا فهو نجاح الهجوم المضاد الأوكراني الذي يؤدي إلى ”انهيار“ الجيش الروسي، لكن هذا السيناريو يبقى مستبعدا مع حفاظ المدفعية الروسية على قوتها، بحسب التقرير.

الجريدة الرسمية